افتتحت في بافاريا أمس، قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي التقى على هامش الاجتماعات الرسمية المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، واتفق معهما على ضرورة إبقاء العقوبات المفروضة على روسيا، إلى أن تمتثل لاتفاقات مينسك لوقف الحرب في أوكرانيا. وركّزت القمّة على ملفات أوكرانيا والبيئة والتغيير المناخي، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، الملف الذي لم يحظَ بتركيز في اليوم الأول للقمة، ربما نظراً إلى عدم وجود اختلاف حوله. لكن الملف الأبرز كان التعامل مع روسيا التي استُبعِدت من المناسبة لتقتصر القمة على «الدول السبع» بعدما كانت «الدول الثماني» قبل التوتر مع موسكو. كذلك هيمنت على القمة التي افتتحت في فندق «شلوس إلماو» الفاخر قرب الحدود النمسوية، مسألة الاختلاف مع اليونان على طريقة معالجة أزمة ديونها. ودعا أوباما ومركل في لقائهما على هامش قمة الدول السبع (تضم أيضاً كندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان)، إلى إبقاء العقوبات الغربية على روسيا إلى أن تمتثل لوقف النار في أوكرانيا. وأكد البيت الأبيض في بيان أن أوباما ومركل «اتفقا على أن مدة العقوبات يجب أن تكون مرتبطة بوضوح بتطبيق روسيا الكامل لاتفاقات مينسك واحترام سيادة أوكرانيا». ولفت تنديد أوباما ب «العدوان الروسي» في أوكرانيا، قبل لقائه يونكر، باعتبار أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هما الجهتان الراعيتان لاتفاقات «مينسك 2» الموقّعة في 2 شباط (فبراير) الماضي، والتي تضمّنت إجراءات لإنهاء النزاع. وينتهي العمل بالعقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو آخر تموز (يوليو) المقبل. كذلك تطرق أوباما ومركل في محادثاتهما إلى دور «اتفاق التبادل الحر» الذي مازال محور مفاوضات بين الأوروبيين والأميركيين، في تعزيز «التنمية والتوظيف على جانبَيْ الأطلسي». وشدّدا على أهمية العمل «معاً» للتوصل الى اتفاق عالمي حول المناخ في قمة باريس المرتقبة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وحض أوباما المملكة المتّحدة على البقاء في عضوية الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون على هامش القمة، منوّهاً بالتأثير الإيجابي لقيادتها في العالم. وفي وقت هيمنت أزمة الديون اليونانية على حيّز من اليوم الأول للقمة، رفض يونكر تلقّي اتصال هاتفي من رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الذي اتصل بمركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لدفع المفاوضات المتعثّرة بين أثينا ودائنيها وهدفها تجنيب اليونان الإفلاس (للمزيد). وعبّر رئيس المفوضية الأوروبية عن استيائه من رئيس الوزراء اليوناني متّهماً إياه بتشويه اقتراحات من دائنين دوليين لإبرام صفقة تمويل في مقابل الإصلاح، تُنقِذ أثينا من التعثُّر في تسديد الديون. وجدَّد يونكر تأكيده أن خروج اليونان من منطقة اليورو ليس خياراً، لكنّه حذّر من أن هذا لا يعني أن بإمكانه منع ذلك بحل سحري. وجدّد الجانب الإميركي الإعراب عن قلقه من تأثير الأزمة اليونانية في النمو الاقتصادي العالمي، مشدداً على عدم المجازفة بخروج اليونان من منطقة اليورو. وانضمت شركات كبرى أمس إلى المطالبين بحماية المناخ، إذ وقّع ممثلو 106 شركات أوروبية نداءً إلى القمة للالتزام بخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وحضّوا المشاركين في القمة على اتفاق جديد في مؤتمر باريس للمناخ، لخفض الانبعاثات إلى الصفر. ووجّهت منظمة «يونيسيف» نداءً إلى الحكومة الألمانية، تطلب جعل محاربة فقر الأطفال في العالم موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال القمة، وأشارت الى ان 570 مليون طفل يعيشون تحت خط الفقر. في غضون ذلك، نظّم آلاف من المحتجّين المناهضين لمجموعة السبع مسيرة في بلدة غارميش - بارتنكيرشن القريبة من الماو السبت. ودارت اشتباكات متقطّعة مع الشرطة، ونُقِل عدد من المحتجين إلى المستشفى لعلاجهم من إصابات، لكن العنف كان محدوداً مقارنة بما شهِدته قمم سابقة.