حميت أجواء القاعة المخصصة لمحاضرة المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة «الأسرة والعولمة» على هامش المؤتمر الثالث للأوقاف الذي احتضنه المدينةالمنورة أمس، بعد مداخلة لرئيس قسم الفقه في الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالله بن فهد الشريف اتهم خلالها من وصفهم ب «مشايخ الصحوة» بالسعي نحو صدام حضاري مع الآخر، نتيجة ردة فعل «تحسب عليهم» في مواجهة التحديات المعاصرة والازدواجية المعرفية بين ما يحملونه من الثقافة الإسلامية وما جاء من تيار أقوى من التفكير الإسلامي، مستغرباً مطالبة مشائخ الصحوة بالانغماس في الثقافات الأخرى بينما يجسدون جداراً يحول بين المجتمع وتلك الثقافات، وهو ما فنده الشيخ العودة الذي شدد على أنه لا يؤصل لصدام حضاري، وزاد: «الصدام ليس مطلباً نسعى إليه فالعالم يتسع لكثير من الحضارات والإمكانات، ولا ينبغي أن نكون مهزومين بحيث نجحد بعض ما يأتينا لأننا أخذناه من غيرنا، كالحرية التي نظن أن الثورة الفرنسية هي التي صنعتها بينما هي منتج إسلامي بامتياز، وكذلك ما يتعلق بحقوق الإنسان». و اعتبر المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم موضوع الأسرة أحد الثوابت القطعية التي ينبغي الاعتصام بها في ظل طوفان العولمة، وشدد على تعرض الأسرة المسلمة لخطر كبير في هذا العصر، مشيراً إلى أن الأسرة المعولمة لا تتفق مع مفهوم الإسلام لها. وأسهب العودة في حديثه عن العولمة التي وصفها ب «أعظم متغيرات العصر الحاضر،والطوفان المدجج بأحدث الأسلحة الذي يحاول الأخذ من سلطة الدول وسلطة المجتمعات لصالح سلطة عالمية تتمثل في القناة الفضائية والموقع الإلكتروني والمجهود والتواصل البشري». وأشار إلى أن العولمة تحاول أن تجعل جزءاً من العالم أميريكاً أو أوروبيًّا أو صينيًّا. وشخص الحل في تقديم الإسلام كبديل لأنه داخل في حلبة الصراع أكثر من غيره، «وأول شروط دخول العالم الإسلامي لحلبة الصراع التفوق على الخصومات الداخلية والخصوصيات والمعارك الداخلية التي طالما تعبّدنا الله بها، وطالما اشتغلنا بالمعركة مع بعضنا، فأول شروط المنافسة في العولمة أن نوحد صفوفنا في المواجهة ونقدم أنفسنا أمة إسلامية سنية قرآنية نبوية».