عمان، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب - أعلنت عائلة الأردني همام خليل البلوي المعروف ب «ابو دجانة الخراساني»، أنها لا تنوي إقامة مراسم عزاء له ووعدت بالكشف اليوم عن تفاصيل تتعلق بالهجوم الانتحاري الذي زعمت تقارير انه نفذه في قاعدة تشابمان العسكرية الأميركية في ولاية خوست شرق أفغانستان الخميس الماضي، ما أسفر عن مقتل 7 من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي أي)، فيما أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الاستخبارات الأردنية جندته كعميل مزدوج في أفغانستان للبحث عن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري، و»الذي يبدو انه أرسله لتنفيذ الهجوم». ونقلت شبكة «ان بي سي» الأميركية عن مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية قولهم إن «البلوي سبق أن قدم، بالتنسيق مع ضابط الارتباط الأردني النقيب الشريف علي بن زيد آل عون الذي قضى في أفغانستان الأسبوع الماضي أيضاً، معلومات دقيقة ومفصلة عن أهداف مهمة وقيّمة للغاية لعمليات القوات الأميركية في أفغانستان». وأضافت أن «البلوي دخل خوست المحاذية للحدود مع باكستان في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعدما طلب لقاء عملاء سي أي أي من اجل تزويدهم معلومات وصفها بأنها مهمة عن الظواهري. وهو اعتبر مخلصاً ووفياً لدرجة تسجيل مسؤولي القاعدة خرق عدم تفتيشه لدى دخوله اليها». وكشف عميل سابق في الاستخبارات الأميركية ان المهاجم المزعوم جندته الاستخبارات الأردنية بعد اعتقاله وإخضاعه لعميلة توجيه لمعتقداته المتطرفة، و»استخدمته في إطار تعاونها الوثيق مع الولاياتالمتحدة لمحاولة الوصول إلى الظواهري أو زعيم القاعدة أسامة بن لادن، باعتبار أن العملاء الأردنيين قادرون على اختراق التنظيم». لكن وكالة الاستخبارات الأميركية رفضت تأكيد صحة هذه المعلومات، فيما أعلن مسؤول أردني كبير رفض كشف اسمه ان البلوي زود السلطات معلومات في «غاية الخطورة عن وجود خطط لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، لذا لا يمكن تأكيد انه الانتحاري، خصوصاً أن طالبان تقول إنه أفغاني»، لكن مواقع «القاعدة» تقول إنه «أردني». وأوضح المسؤول: «حققنا مع البلوي منذ نحو سنة، حين اشرف على شبكة الحسبة الإسلامية الالكترونية، لكننا أفرجنا عنه بسبب عدم وجود أدلة كافية ضده، وغادر بعدها لمواصلة دراسة الطب في باكستان، علماً انه خريج كلية الطب في اسطنبول»، وهو ما أكدته عائلته. وتابع: «بعد فترة عاود الاتصال بجهات أمنية أردنية عبر البريد الالكتروني، وزودنا معلومات خطرة عن خطط لاستهداف أمن الأردن». ورفضت السلطات الأردنية الربط بين التفجير الانتحاري ومقتل النقيب الأردني الشريف علي بن زيد. ونفى وزير الاتصالات نبيل الشريف علاقة بلاده بمنفذ الهجوم. في غضون ذلك، طالب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأميركية في أفغانستان الجنرال مايكل فلين ب «إصلاح جذري» للجهاز الذي اتهمه ب «جهل الوقائع في هذا البلد، والعجز عن الإجابة على أسئلة جوهرية في شأن البيئة التي نعمل فيها والأشخاص المؤثرين في المجتمع، وكيفية التأثير فيهم لدفعهم الى التعاون». وقال في تقرير أصدره مركز الأمن الأميركي الجديد للبحوث: «لا يحصل عملاء الاستخبارات والمحللون الا على معلومات ميدانية قليلة الى حد تشبيه بعضهم عملهم بقراءة الطالع اكثر من انكباب جدي على التحقيق، لذا لا يستطيعون الا أن يهزوا كتفيهم للإجابة على أسئلة صانعي القرار الذين يبحثون عن معلومات وتحليلات كفيلة بإنجاح مكافحة التمرد». وأضاف: «وقعت الاستخبارات في فخ شن حملة لمكافحة التمرد تهدف إلى اعتقال متشددين أو قتلهم»، لكن مسؤولاً في الجهاز ذاته رفض كشف اسمه دافع عن استراتيجية التركيز على المتمردين، «اذ لا يمكن النجاح في حملة حشد الرأي العام من دون فهم عميق للعدو».