بحث مجلس الوزراء اللبناني أمس سبل تفعيل التعاون اللبناني - السوري استناداً الى ما اتفق عليه الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الحكومة سعد الحريري في زيارة الأخير دمشق، فيما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري أنه «تجرى الآن مراجعة شاملة لكل الاتفاقات الموقعة بين البلدين لمناقشة الأمور من ضمن رؤية مستقبلية متكاملة». وترأس الحريري جلسة مجلس الوزراء أمس وعلى جدول أعمالها 47 بنداً، عشية توجهه اليوم الى الأردن للقاء الملك عبدالله الثاني ونظيره رئيس الحكومة الأردنية سمير الرفاعي، في زيارة تتناول العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وآخر المستجدات الإقليمية والدولية. وتكتسب الزيارة أهمية وسط التحركات الإقليمية المتسارعة الجارية بين الرياض والقاهرة ودمشق وعمّان والسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة «حماس»، في الأيام الماضية. وفي وقت لم تستبعد مصادر مطلعة ل «الحياة» أن يبحث الحريري في زيارته عمّان ليوم واحد، موضوع تسليح الجيش اللبناني، في إطار التعاون العسكري مع الأردن، في محادثاته مع المسؤولين الأردنيين، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس أن «الاستقرار الأمني والسياسي يفتح الباب أمام ورشة الإصلاح»، متوقعاً أن يتجه الوضع اللبناني «الى المزيد من التحسن» وداعياً الى «التعاون والتضامن لأن الخطر الحقيقي الوحيد هو الخطر الإسرائيلي». ولم يتطرق مجلس الوزراء في جلسته العادية أمس الى موضوع التعيينات الإدارية، على رغم استمرار السجال في شأنه مع أن من المبكر مناقشته في شكل جدي وعملي من قبل كبار المسؤولين قبل الاتفاق على آلية للتعيينات تسمح باعتماد معيار الكفاءة بدلاً من مقياس الولاء للقوى السياسية والزعامات الطائفية في إطار الحصص التي تسعى الأطراف الى الحصول عليها. وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عممت على الوزراء المعنية وزاراتهم بالاتفاقات المشتركة بين لبنان وسورية طلباً بإبداء ملاحظاتهم على هذه الاتفاقات إذا كان هناك من ملاحظات، تمهيداً لمناقشتها في مجلس الوزراء واتخاذ الموقف من طرحها حين تجرى المحادثات اللبنانية - السورية المقبلة، المتوقع أن تتم خلال زيارة يقوم بها قريباً رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري الى بيروت، ومن ثم خلال الزيارات المتبادلة للوزراء المختصين. وقبل عقد مجلس الوزراء توقعت مصادر وزارية أن يُطرح موضوع متفجرة حارة حريك - بئر العبد التي طاولت مرأباً للسيارات التابعة لحركة «حماس» قرب مكتب لها والتحقيقات الجارية في هذا الشأن، من زاوية تأخر وصول التحقيق اللبناني الى مكان الانفجار، ومن زاوية استمرار وجود السلاح الفلسطيني خارج المخيمات التي كان مؤتمر الحوار الوطني قرر إنهاءه. وتزايد الاهتمام الخارجي بالتطورات الحاصلة في لبنان وفي علاقته مع سورية وزار بيروت أمس معاون المستشارة الألمانية للشؤون الخارجية والأمن القومي كريستوف هويسجن، والتقى رئيس البرلمان نبيه بري والحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزير الخارجية علي الشامي للاطلاع على المستجدات في لبنان بعد تشكيل الحكومة، وفي إطار العلاقات اللبنانية – السورية بعد زيارة الحريري للعاصمة السورية. وذكرت مصادر مطلعة أن الجانب الألماني ينسق جهوده مع عدد من العواصم، في الإطار الأوروبي، حول الوضع اللبناني والوضع الإقليمي، ومنها مع أنقرة، وأنه أراد استكشاف التطورات وانتقل الى دمشق للغاية نفسها.