ارتفع حجم العقود التي وقّعتها السعودية لإتمام مشروع قطار الحرمين السريع إلى 7.3 بليون ريال، في انتظار تكاليف مرحلتين متبقيتين، وهما مرحلة إنشاء 5 محطات والمرحلة الثانية والأخيرة وهي الرئيسية، حيث من المتوقع أن تصل كلفتهما نحو 16 بليون ريال، لتصل القيمة الإجمالية المتوقعة بما فيها قيمة نزع الملكيات إلى 26 بليون ريال، فيما تتضح الكلفة النهائية للمشروع خلال الشهرين المقبلين. إلى ذلك، وقّع وزير المالية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، الدكتور إبراهيم العسّاف، ووزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة الصريصري، في الرياض أمس عقداً مع شركة «سكوت ولسن» لإدارة المشروع بقيمة 89.849 مليون ريال. ويهدف هذا العقد إلى الاستفادة من الخبرات الإدارية لدى الشركة في إدارة هذا المشروع الكبير من خلال تقديم خدمات إدارية واستشارية تساعد المؤسسة في إعداد المناقصات وتحليل العروض المالية والفنية وفق أعلى المقاييس والمعايير المتبعة دولياً وبمواصفات عالية الجودة، ولا سيما أن شركة سكوت ولسن تعد إحدى كبريات الشركات المتخصصة التي تتمتع بخبرات طويلة في إدارة مشاريع النقل والتخصيص. وكانت السعودية أعلنت أن إنجاز المشروع سيكون في 2012. وعلمت «الحياة» أن اللجان العاملة على نزع ملكيات العقارات التي سيمر فيها القطار تمكنت من إنجاز تثمين 27 عقاراً في المدينةالمنورة من أصل 62 عقاراً تم حصرها، فيما لم يتم العمل على تثمين العقارات الخاصة في جدةومكةالمكرمة والتي يصل عددها إلى 1400 عقار، ومن المتوقع أن تكون كلفة نزع العقارات عالية جداً، حيث ترتفع قيمتها كلما اقتربت من الحرم المكي الشريف. وتقوم لجنة من الجهات الحكومية ذات العلاقة، أنيطت بها المهمة في وقت سابق، بتثمين هذه العقارات، فيما أبدت الخطوط الحديدية رضاها عن مستوى التنسيق والتعاون مع أمانات المناطق التي يمر بها الخط الحديدي (جدةومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة) لضمان تحرير مسار الخط من أي عوائق قانونية أو نظامية وبما يضمن تنفيذ المشروع الذي سيوفر عند اكتماله وسيلة نقل تؤمن خدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين. وأكد الوزير الصريري: «أن اهتمام الوزارة ينصب في هذه المرحلة على انجاز جميع الخطوات المطلوبة لتنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع بأسرع وقت ممكن بحسب توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث يعد هذا المشروع من أهم مشاريع النقل في السعودية، ولا سيما بما شهدته شبكة الخطوط الحديدية خلال المرحلة الحالية من تطور نوعي على مستوى التوسعة والتخصيص بدعم كبير من الحكومة، وبجهود المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وصندوق الاستثمارات العامة في جميع مراحل العمل». مشيراً إلى «عزم الوزارة الاستمرار في مشاريع التوسعة التي تهدف إلى الإفادة من إمكانات وفوائد النقل بالسكك الحديدية على مستوى المملكة». فيما رحب الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية عبدالعزيز الحقيل بانضمام شركة سكوت ولسن إلى فريق عمل المشروع منوهاً ب«الخبرات التي تمتلكها هذه الشركة في مجال إدارة مشاريع النقل والسكك الحديدية»، وقال: «إن نطاق العقد يشمل تقديم خدمات إدارية واستشارية وقوى بشرية ترفد جهود المؤسسة في هذه المرحلة المهمة، إذ من المقرر أن تتسلم المؤسسة مع نهاية شهر شباط (فبراير) المقبل، العروض الفنية والمالية للمرحلة الثانية والأخيرة للمشروع التي تشمل تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل والتشغيل والصيانة، وسيتولى فريق العمل بالمؤسسة والصندوق دراسة العروض الفنية وتحليلها، تمهيداً لتحديد العرض الفائز وتسميته». وكان الحقيل ذكر أن «المؤسسة أعطت المتنافسين وعددهم خمسة ائتلافات تضم مجموعة بن لادن، وتحالف بدر، والتحالف الصيني، ومجموعة الشعلة، وتحالف الراجحي، فرصة أربعة أشهر ليقوموا خلالها بإعداد عروضهم الفنية وتسليمها للمؤسسة خلال فترة لا تتجاوز مطلع فبراير 2010، حيث سيتم في ضوء ذلك درسها واختيار العرض الفائز بتنفيذ هذه المرحلة، التي تعتبر الرئيسية في المشروع». يذكر أن السعودية وقّعت في وقت سابق عقداً مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع بقيمة 6.7 بليون ريال لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع وبدأ التنفيذ باتجاهين الأول من المدينةالمنورة باتجاه جدة والآخر من جدة باتجاه المدينةالمنورة، أعقب ذلك التوقيع على عقد بقيمة 360 مليون ريال مع شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) بالتضامن مع شركة جيتنسا الإسبانية لتتولى مسؤولية الإشراف على تنفيذ المشروع، كما تم في وقت لاحق توقيع عقد مع شركة فوستر وشركاؤها بقيمة 142 مليون ريالاً لإعداد التصاميم الهندسية لأربع محطات تتوزع في وسط مدينة جدة من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، إضافة إلى محطة تخدم مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاقتصادية في رابغ، وقد تم الانتهاء من إعداد التصاميم الأولية لهذه المحطات، ومن المتوقع أن يتم عرضها على الائتلافات الثمانية المتأهلة للتنفيذ في لقاء تعريفي يعقد في الدمام 19 من الجاري، على أن تسلم العروض الفنية والمالية خلال شهرين ونصف الشهر.