في مشاهد تفيض حزناً وفخراً في آن معاً، ودّع السعوديون أمس (السبت) شهداء الواجب الذين سقطوا في معركة الشرف والكرامة والوطن في الهجوم الغادر الذي شنّته ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على قطاع جازان ونجران أول من أمس، وأسفر عن استشهاد ضابطين أحدهما برتبة نقيب من قوات الحرس الوطني، والآخر برتبة ملازم في القوات البرية، وجنديين أحدهما برتبة عريف في القوات البرية، والآخر جندي في حرس الحدود. (للمزيد) وشيّعت جموع غفيرة الشهيد الملازم عبدالله الفيفي إلى مثواه الأخير في محافظة فيفا. وحضرت «الحياة» تشييع جندي حرس الحدود طيب علي منقري، في قرية رديس في وادي جازان. وأعرب والده وأصدقاؤه عن فخرهم باستشهاده، وتحدثوا عن ابتسامة لم تفارقه حتى النهاية. وكأنه كان يحس بأنه مقبل على الشهادة، فقد كانت آخر كلمات منقري لأهله وهو خارج للعمل: «لا تخافوا ما دمت مدافعاً عن ديننا ووطننا». وانضم إلى زملائه في قطاع حرس الحدود الذين يخوضون معركة الشرف مع بقية القطاعات العسكرية، التي تقاتل ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن، إلا أن ابتسامة المنقري التي ودّع بها أسرته، وهامته التي تعانق السماء، ستبقى خالدة في ذاكرة الأسرة التي تلقت خبر استشهاده بكل فخر واعتزاز. وحضر مراسم الدفن والعزاء وكلاء إمارة منطقة جازان، وقائد حرس الحدود في المنطقة، ومدير شرطة جازان، ومديرو الأجهزة الأمنية والحكومية. وأكد والدا الشهيد أنهما فخوران باستشهاد ابنهما وهو يدافع عن أرض بلاده. وقال أحد أصدقاء الشهيد ويدعى علي العامري إن ابتسامة الشهيد كانت دائماً لا تفارق محيّاه، ولم يسبق أن اشتكى منه أي شخص لدماثة أخلاقه. وأوضح أن الشهيد خلّف طفلتين ورضيعاً، وأكبر بناته تبلغ ثلاثة أعوام ونصف العام. وذكر زملاؤه أن الشهيد كان يعمل في قطاع العارضة، ثم طُلب دعم لمساندة القوات على الحدود، فكان أول المبادرين بتسجيل نفسه. وأثروا عن قوله: «إن انتصرنا على الأعداء ودحرناهم فنحن منتصرون، وإن استشهدنا في الدفاع في سبيل وطننا وديننا ومقدساتنا، فنحن منتصرون». وخرج أهالي عفيف أمس لتشييع ابنهم الشهيد النقيب ناصر العطاوي إلى مثواه الأخير. وفي مشاهد مماثلة سارت حشود غفيرة في تشييع الشهيد العريف حسن بن أحمد الناشري في مركز القوز بمحافظة القنفذة. وأكد والده ان ابنه فداء للوطن. وذكر أبناء قريته أنهم فخورون بأنه فدى وطنه بمهجته.