طهران، واشنطن، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» – رحبت طهران أمس، بتصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أفادت بعدم تحديد مهلة نهائية لإيران لبدء حوار مع الغرب حول برنامجها النووي، مجددة استعدادها لإجراء تبادل «تدريجي» للوقود النووي. وكانت كلينتون قالت: «تجنبنا استخدام تعبير مهلة نهائية. لم نستخدمه لأننا نريد إبقاء باب الحوار مفتوحاً. لكننا أوضحنا جلياً أيضاً أننا لا يمكن أن نواصل الانتظار، فيما يتحدث الإيرانيون عن زيادة إنتاجهم من اليورانيوم المخصب» واتخاذ إجراءات أخرى تتيح احتمال صنع أسلحة نووية. لكن كلينتون أكدت أيضاً أن الولاياتالمتحدة «بدأت مناقشات مع شركائنا والدول التي تشاطرنا الرأي، حول الضغوط والعقوبات» المحتملة على طهران. وأضافت: «هدفنا الضغط على الحكومة الإيرانية وخصوصاً عناصر الحرس الثوري، من دون زيادة معاناة المواطنين العاديين الذين يستحقون أفضل مما يحصلون عليه في الوقت الراهن». وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست على تصريحات الوزيرة الأميركية، قائلاً: «نحن متفقون مع وجهه نظر السيدة كلينتون في هذا الصدد». وأضاف: «كنا نعتقد منذ البداية بأن تحديد الآخرين أي مهلة زمنية حول الملف النووي الإيراني، إجراء لا معنى ولا قيمة له. نأمل بأن تعود دول أخرى أيضاً، الى مسارها الطبيعي». ورداً على سؤال حول المهلة التي حددتها إيران وتنتهي آخر الشهر الجاري، لتبادل الوقود النووي مع الغرب، قال مهمان برست إن «إيران تواصل نشاطاتها النووية المدنية وفقاً للخطة الموضوعة، ولا شيء يعيق استمرارها»، مضيفاً: «أعلنا استعدادنا للتبادل. إذا وافق الفريق الآخر على (مبدأ) التبادل التدريجي في مراحل (تبادل اليورانيوم المخصب في مقابل الوقود النووي)، يمكننا حينها مناقشة التفاصيل». وأوضح أن تبادلاً مماثلاً يمكن أن يجري «في تركيا أو اليابان أو البرازيل، أو في جزيرة كيش الإيرانية»، مؤكداً تخلي طهران عن شرطها بحصول التبادل على أراضيها. وأشار الى «ثلاثة طرق للحل: إما أن يكون الوقود تحت تصرفنا ونشتريه، أو نستبدله مع أطراف أخرى، أو نحوّله إذا كانت الظروف تساعد على ذلك». وكانت الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) دعمت مشروعاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على إرسال نحو 70 في المئة من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب الى الخارج، لرفع تخصيبه الى نسبة 20 في المئة لاستخدامه في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. ورداً على سؤال عن إرجاء زيارة كان مقرراً أن يقوم بها وفد من البرلمان الأوروبي الى طهران غداً الخميس، أجاب مهمان برست: «نعتقد أن ثمة حاجة لتهيئة الظروف المناسبة لتلك الزيارة، ونرفض أي ضغوط تتم من خلالها». في غضون ذلك، دعت بكين الى استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن، لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ لو: «نعتبر أن الحوار والتفاوض هما السبيلان المناسبان لتسوية مسألة الملف النووي الإيراني». وأضافت: «ما زال هناك مجال للجهود الديبلوماسية ونأمل بأن يعتمد جميع الاطراف سياسات أكثر ليونة وبراغماتية، لتعزيز الجهود الديبلوماسية واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن».