بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991 أعلنت بضع مناطق مولدافية قيام جمهورية ترانس دنيستر المولدافية بعد التصريحات الصادرة من بعض المتطرفين في كيشينيوف حول احتمال انضمام جمهورية مولدافيا الى رومانيا، ولم توافق سلطات مولدافيا على هذا القرار، وحاولت إدخال قواتها الى الجمهورية غير المعترف بها، مما تسبب في اندلاع النزاع المسلح الذي استمر أشهراً عدة. وفي الوقت الراهن تتولى قوات حفظ السلام الموحدة التي تضم القوات الروسية والمولدافية والترانس دنيسترية دعم السلام في المنطقة. وأعدت خطة روسية في عام 2003 لحل النزاع في ترانس دنيستر تنص على دمج مولدافيا وترانس دنيستر في جمهورية كونفيديرالية، إلا أن الجانب المولدافي رفض هذه الخطة، وأعلن فورونين ان تلك الاتفاقية تعطي امتيازات لجانب واحد وهو ترانس دنيستر، وغايتها الاعتراف باستقلالها في آخر المطاف. واستؤنفت المفاوضات بين الطرفين في عام 2005 فقط في إطار منظمة «غوام» على أساس مقترحات قدمها الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو. وبموجب الخطة الجديدة وجب على برلمان مولدافيا ان يصادق على قانون حول وضع ترانس دنيستر الخاص الذي يقضي بإبقاء العلم والشعار واللغات الأوكرانية والروسية والمولدافية بصفتها لغات رسمية لترانس دنيستر، وفي حال تفكك مولدافيا كدولة مستقلة يحق لترانس دنيستر الخروج منها. وكان من الضروري ان تجري في عام 2005 تحت رقابة المبعوثين الدوليين الانتخابات البرلمانية، و على مولدافيا الاعتراف بنتائجها، وان تقوم مولدافيا وترانس دنيستر بمشاركة روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفصل الصلاحيات بين الجانبين في إطار قانون وضع ترانس دنيستر الخاص، وكان من الضروري ان تكون روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وربما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أطرافاً ضامنين. وسمحت خطة يوشينكو بإجراء اتصالات مباشرة بين المجتمع الدولي وجمهورية ترانس دنيستر من دون مشاركة مولدافيا. ولم تتضمن الوثيقة مطلب انسحاب القوات الروسية من أراضي ترانس دنيستر، الأمر الذي تصر عليه مولدافيا. وجرى في ترانس دنيستر في 17 أيلول (سبتمبر) 2006 استفتاء شعبي عام دعماً لاستقلال ترانس دنيستر وانضمامها اللاحق الى روسيا حصل على نسبة 97 في المئة من مواطنيها المشاركين في الاستفتاء، وصوت ضد التكامل مع روسيا 2.3 في المئة من المقترعين، وأيدت نسبة 3.4 في المئة من مواطني ترانس دنيستر انضمامها الى مولدافيا، وعارضت هذا النهج نسبة 94.6 في المئة. ولم تحدد نسبة 2 في المئة من المقترعين موقفاً معيناً. وجرى أول لقاء خلال 7 سنوات بين زعيمي مولدافيا وترانس دنيستر في 11 نيسان (أبريل) 2008 في مدينة بنديري، وباتت الحرب في القوقاز ونزاع أوسيتيا الجنوبية، دافعاً لكلا الطرفين في النزاع لينشطا عملية المفاوضات والحؤول دون تكرار سيناريو القوقاز في المنطقة. ويرى ايغور سميرنوف رئيس جمهورية ترانس دنيستر، ان من الضروري عقد اتفاقية جديدة تشمل ضمانات السلام والأمن والاستقرار في المنطقة آخذاً بالحسبان التجربة المأسوية التي عانتها أوسيتيا الجنوبية، ويعتقد ان روسيا بوسعها زيادة قواتها لحفظ السلام حتى 3 آلاف جندي.