أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ أن «داعش» حركة صنعتها الاستخبارات لأهداف كثيرة، منها: تشويه صورة الإسلام، وتشويه صورة الشريعة الإسلامية كي لا ينتشر الإسلام في العالم، مشيراً إلى أن العالم يعيش ذعراً وخوفاً من الإسلام، وهو ما يسمى في الغرب «الإسلام فوبيا» (أي الخوف من الإسلام)، داحضاً فكرة أن يكون فكر «داعش» يستند إلى فكر ابن تيمية. وأوضح آل الشيخ خلال مؤتمر صحافي للحديث عن حادثة تفجير مسجد القديح بمحافظة القطيف الذي وقع يوم الجمعة قبل الماضي، أن من أهداف إيجاد هذا التنظيم - يقصد «داعش»- تشويه الإسلام كي لا ينتشر، ويكون مثالاً سيئاً دائماً. وأضاف وزير الشؤون الإسلامية: «ومن أهداف نشوء هذه التنظيم ودعمه من جهات استخباراتية معادية لحقيقة الإسلام، تفتيت بلاد المسلمين فنجدهم اليوم انتشروا في طول الوطن العربي بخصوصه من الخليج إلى المحيط، وبدأت تتكون هذه الجماعات في عدد من الدول الإسلامية غير العربية، في أفريقيا، وآسيا، وهذه الجماعة تهدف إلى تهيئة تقسيم بلاد المسلمين بأن تكون الدول جاهزة للتقسيم بعد أن تنهك بالحروب والدمار». واستدل وزير الشؤون الإسلامية بما يحدث في العراق، وسورية، وليبيا من حروب ودمار تسعى للتقسيم، وهو ما يريدونه للبلدان الأخرى وللمملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه لا يستبعد أن يكون هدف هذه الفئات بأفعالها المشينة إثارة الفتن والقلاقل والانتقامات المتنوعة في المملكة كي يكون تهيئة للفتن المفضية للخراب والدمار وتهيئ لأمور لن تحصل «لأن دولتنا قوية متمسكة بالكتاب والسنة، والناس ولله الحمد ومن يعيشون فيها يعون هذه المسألة، و«داعش» وسيلة لتهيئة الدول للتفتيت، بل هناك أكثر من ذلك، وهو تفتيتها بتغيير البنية السكانية بتغيير نسب الديانات، والمذاهب والأعراق ونحوه بالتهجير والقتل وهو ما يسمونه التغيير الديموغرافي على الأرض، ولا يبعد عنا أن أفعال داعش تصب في مصلحة أعداء أمتنا العربية أولاً، والإسلامية ثانياً». ووصف حادثة تفجير مسجدي القديح والعنود التي وقعت الجمعتين الماضية وقبل الماضية، بأنه حادث مفجع لنا جميعاً، وقال: «هذا التفجير استهدف أولاً أمن الأمة، وارتباط الناس بالدولة، ووحدة المجتمع، ثم استهدف بالوسيلة تفجير المسجد، وقتل هذه النخبة من الناس الذين أتوا إلى المسجد للعبادة وللصلاة يطلبون الأجر والثواب في يوم الجمعة، كما أمر الله جل وعلا المسلمين أن يصلوا يوم الجمعة ويؤدوا الفرض». واعتبر أن هذه الجريمة التي وصفها بالنكراء مرفوضة ومنكره بجميع المقاييس «فدين الإسلام لا يقر هذا في أي مذهب من مذاهبه، ولا في أي قول من أقوال علماء أو فقهاء جميع المذاهب الإسلامية، بل إجماع العلماء على ما دلت عليه الشريعة ودلائل الكتاب والسنة أن هذا الفعل فعل محرم، وفوق الحرمة هو كبيرة وجريمة، وحرمته مضاعفه لكونه في بيت من بيوت الله تعالى، وهذا نقرره بإدانة هذه الجريمة النكراء». وشدد على ضرورة أن يكون المجتمع يداً واحدة مع ولاة الأمر في مواجهة كل ما يستهدف هذه البلاد، ويداً واحدة ضد المجرمين الذين يستهدفون أي فرد من أفراد هذه الأمة السعودية، «وسنكون له بالمرصاد، وسيلقى عقابه، وسيكون المجتمع عموماً يواجهه بجميع أنواع المواجهات، وسيكون المجتمع بعلمائه، ومفكريه وإعلامييه وذوي الرأي فيه، والمؤثرين، والمحللين، وأساتذة الجامعات وكل من له تأثير يداً واحدة لرد الإجرام على أهله». وقال: «إنه من الخطأ أن ينسب «داعش» لابن تيمية، أو للدعوة السلفية، أو لما يسمونه - ونحن لا نقر هذه التسمية - الدعوة الوهابية، هم يأخذون نقلاً من هنا، ونقلاً من هناك من كلام، لكن القرآن والسنة منهم براء، وكذلك السلفية منهم براء، وابن تيمية منهم براء، وعلماء الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب، وتلامذته، والدعوة الإصلاحية في العالم أيضاً منهم براء، اليوم كل يتسمى بالسلفية وليس الشأن في التسمية، وإنما بمن يفهم كلام السلف». وخلص وزير الشؤون الإسلامية إلى أن ادعاء «داعش» أو «القاعدة» إلى السلفية أو منهج السلف ادعاءات باطلة «وعلماء السلف لا يقرون لهم بذلك، لأنهم وإن تسموا بذلك لم يراعوا حقيقة منهج السلف، رضوان الله عليهم، ولم يأخذوا به كافة، وإنما أخذوا شيئاً وتركوا أشياء، آمنوا ببعض وتركوا بعضاً».