الكثير منا يعرف هاشتاق «أصدقاء سارة» في «تويتر» الذي اشتهر في الفترة الأخيرة، وأصبح حديث الناس خلال مواقع التواصل والقنوات التلفزيونية وتغريدات الممثلين والمشاهير عنه، وعن حال صاحبته الإنسانية الطفلة سارة إبراهيم التي كانت تغرد على أنها مصابة بمرض سرطان الدم، وتطلب الدعاء من الآخرين والتبرع لها؛ لإكمال علاجها في الخارج؛ فتعاطف الجميع معها، وبدأوا يعبرون لها في «الهاشتاق» عن حبهم ومساعدتهم لها، وبعضهم تبرع لها، فوصلها في حسابها المصرفي أكثر من مليون ريال، وآخرون حلقوا شعورهم؛ تضامناً معها، ومنهم من اعتمر وحفر بئراً لأجلها، وبالمصادفة في أثناء استمرارية هذا الموضوع الحساس قرأ المغرد طلال الردادي تغريدة للمغردة إيمان تلمح فيها بأنها تشك في حساب يستغل المجتمع بالتمثيل بالمرض. سألها عن الحساب وأخذ التفاصيل ورأى صورة لطفلة أميركية تشابه الطفلة سارة إبراهيم، ثم تأكد من الخبر بعدما وجد صفحة الطفلة الأميركية Esme miller المصابة بسرطان العظام وتطابق جميع صورها مع سارة؛ فاكتشف أن قصة سارة مجرد كذبة وانتحال لشخصية؛ من أجل مصالح شخصية، يقول: «في البداية كنت متيقناً أنه من غير الممكن والمستحيل أن يصبح كذبة إلا بعدما شاهدت بنفسي ونشرت خبر كذبتها، فكانت صدمة بالنسبة إليَّ لن أنساها؛ لأنني كنت متعاطفاً معها ومتعلقاً بموضوعها كثيراً». ويصف طلال ما حدث في حساب سارة بالفيلم؛ لذكاء أصحابه وتمكنهم من خداع الصحافة والقنوات والمغردين، «يظل استغلال الآخرين من باب العاطفة موضوعاً مؤذياً ودنيئاً جداً، وللأسف أصبح الكذب خلال مواقع التواصل أسهل ومنتشراً أكثر، ويهدف في كل الحالات إلى نيل التعاطف والاستغلال، ولكن هذا لا ينفي وجود أشخاص محتاجين وصادقين». ويضيف أن من يستغل حق الطفل، سواء أكان في مواقع التواصل أم أي مكان؛ لاستجداء المتعاطفين من باب المرض سلوك سيئ جداً، ولابد من وضع عقوبات صارمة على الفاعل؛ حتى لا تنتشر هذه الظاهر. سارة الروقي (13عاماً): «كنت أتابع حساب سارة منذ فترة وتعاطفت معهاً، ودائماً أدعو لها بالشفاء، وبعدما عرفت الكذبة انصدمت من أنه يوجد أشخاص يكذبون ويتفاءلون على أنفسهم بالمرض؛ من أجل كسب المال؛ فالكذب حرام، والله يبتلي عباده بالمرض، وفي هذه الأيام أصبح من الصعب التفريق بين الصادق والكاذب؛ لذلك علينا التأكد قبل أن نتبرع لأي شخص» وتقول لجميع من تبرع لسارة ألا يندموا؛ لأن الله سيجازيهم على نيتهم الصادقة. تضايقت شيخة الغامدي (13 عاماً) بعدما عرفت بكذبة سارة: «استغلالهم للجانب العاطفي من أجل مصالحهم الشخصية له تأثير سلبي في المجتمع؛ إذ يصبح من الصعب تصديق أي محتاج مرة أخرى، كما أنني أرى أنه تصرف غير حضاري»، وتقول شقيقتها أمل (11 عاماً): «أحب أن أقول لكل من تبرع لها في المرة المقبلة لابد من أن تتبرع لمصدر موثوق به، كما يجب أن يتحاسب منتحل الشخصية ويعاقب ويشهر به؛ حتى يتعظ الأشخاص الكاذبون، ولاسيما بعد انتشار الكذب في مواقع التواصل الاجتماعي». ومن جهة أخرى، يعلق أطفال برلمان الطفولة بصحيفة «الحياة» حول «كذبة سارة» تقول ريم البصري: «شعرت بالرحمة تجاهها، ودعوت لها بالشفاء، وبعدما انكشفت كذبتها صدمت من الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه الأعمال؛ لاستعطاف قلوب الآخرين؛ للحصول على المال، وكل ما يريدون، ولكن الله لا يضيع حقوقنا؛ لذلك يجب ألا نندم على نوايانا الحسنة». حزنت نورة الغامدي كثيراً على قصة سارة بعدما أخبرتها شقيقتها عنها: «من السهل في مواقع التواصل الاجتماعي أن يكذب الشخص ويحصل على مطلبه من دعاء ومال وغيره من الناس؛ لذلك يجب أن يعرف الجميع عقوبته في القانون، ومن الله؛ حتى تقل الفئة المصابة بمرض الكذب واستعطاف الآخرين». تعاطفت ريماس القويفل مع سارة ودعمتها ودعت لها، تقول: «كنت أتمنى أن أقابل سارة؛ لأنني أحببتها من خلال تويتر، وبعدما عرفت بالكذبة انصدمت وحزنت؛ لأن مثل هذه الأحداث تقلل من صدقية المرضى الحقيقيين؛ فمن خلال العالم الافتراضي أصبح الكذب أسهل؛ لأننا لا نعلم ما خلف الشاشات»، وتتمنى ألا يتمارض الناس فيمرضوا.