كشفت وثائق القضاء الأميركي أن المغرب، البلد الأفريقي الثاني بعد جنوب أفريقيا لتنظيم كأس العالم عام 2010، دفع رشاوى في محاولة للحصول على تنظيم «مونديال 1998» الذي مُنح لفرنسا. وأكد الرجل القوي في القارة الأميركية لمدة عقدين من الزمن الأميركي تشاك بلايزر للقضاء الأميركي في عام 2013، أنه كان شاهداً على اتفاق بين «لجنة ملف المغرب» وشخص قدم على أنه «المتواطئ الرقم واحد»، ووصف بأنه كان يشغل مناصب رفيعة داخل «الاتحاد الدولي لكرة القدم» (فيفا) و«اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي» (كونكاكاف). وكان بلايزر يشغل منصب الأمين العام في اتحاد «كونكاكاف» في تلك الفترة. وتلقى بلايزر والشخص المعني دعوة لزيارة المغرب «قبل أشهر من اختيار الدولة المنظمة لمونديال 1998». وكشفت إحدى الوثائق التي اتهمت المسؤول الأميركي السابق بالابتزاز والفساد، أن «بلايزر كان حاضراً عندما قدم ممثل اللجنة المغربية المنظمة رشوة للمتآمر الرقم واحد من أجل منح صوته إلى المغرب في الاقتراع على الدولة المنظمة لمونديال 1998، والمتأمر الرقم واحد قبل تلك الرشوة». وأضافت: «بعد الزيارة، طلب المتواطئ الرقم واحد من بلايزر الاتصال بالمسؤولين عن الترشيح المغربي لمعرفة متى سيجري الدفع. تحدث معهم بلايزر بالهاتف بضع مرات، بعضها من مكاتب كونكاكاف الذي كان يتخذ من نيويورك حينها مقراً له». وتابعت الوثيقة أنه «على رغم أن الدفع جرى، فضلت اللجنة التنفيذية لفيفا في 2 تموز (يوليو) 1992 الملف الفرنسي على الملف المغربي». ولم يكشف النقاب عن المبلغ الذي دفعه المغرب. وأصدر القضاء الأميركي في 27 أيار (مايو) مذكرة اتهام في حق الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد «كونكاكاف» في تلك الفترة يؤكد أن قبض 10 ملايين دولار في مقابل 3 أصوات لمصلحة جنوب أفريقيا خلال عملية التصويت على استضافة «مونديال 2010». واعترفت جنوب أفريقيا بأنها دفعت 10 ملايين دولار لكرة القدم في منطقة الكاريبي على أساس «الأخوة»، ونفت أي فكرة فساد في العملية.