تغيّرت الحسابات فجأة وجاء قرار الاستقالة الذي اتخذه السويسري جوزيف سيب بلاتر من منصبه رئيساً ل«فيفا» مربكاً للساحة الرياضية الدولية، أو بالأصح لمن كانوا يُعدُّون العدة لخلافته في أقرب فرصة متوقعين أن يضطر للتنحي في أية لحظة، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يأتي قرار الاستقالة بعد أيام قليلة من خطاب طويل ألقاه بلاتر في المؤتمر الصحافي إثر فوزه بالانتخابات، أعطى خلاله الجميع شعوراً بأنه متمسك ب«الكرسي الرئاسي»، وأنه لن يتخلّى عنه بهذه السهولة. ويبدو أن موقف الاتحاد الأوروبي سيكون نقطة تحول في مشوار الصراع على خلافة بلاتر إذا ما قرّروا دعم مرشحهم خلال المنافسات الماضية الأمير الأردني علي بن الحسين، الذي أكد استعداده للدخول في المنافسة من جديد، أو إذا ما قرّر الأوروبيون الدفع بمرشح آخر من «القارة العجوز»، وأرجأ رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد، الذي كان مقرراً له (السبت) المقبل في برلين على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا إلى موعد مقبل، وقال بلاتيني في هذا الصدد: «هناك معلومات جديدة يتم الكشف عنها بشكل يومي، ومن المنطقي التروي قبل اتخاذ أي قرار جماعي حول الموضوع»، واختتم حديثه بقوله: «لدينا فرصة أخرى للالتقاء قريباً، و ستُصبح الأمور أكثر وضوحاً». فُرص الأمير علي بن الحسين، الذي حصل على 73 صوتاً في الانتخابات الأخيرة لن تكن على المستوى ذاته الذي كانت عليه في الجمعية العمومية التي عُقدت أخيراً، لكنه على الأقل يمتلك فرصة غير متاحة للبقية، إذ قدّم نفسه وبرنامجه للاتحادات الأهلية وبذل جهوداً انتخابية ستكون رصيداً جيداً له للتأسيس لحملته المقبلة، خصوصاً وأن فريقه الذي تقوده الأميرة هيا بنت الحسين نجح في المرحلة الماضية في بناء شبكة علاقات دولية واسعة، يمكن استثمارها مجدداً لمصلحة رئيس الاتحاد الأردني. وعلى غرار علي بن الحسين يأتي المنسحبان من سباق الترشّح الأخير النجم البرتغالي لويس فيغو ورئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ، اللذان التزما الصمت ولم يعلنا موقفهما بعد من خلال العودة مجدداً إلى سباق الترشّح من عدمه. وبدا موقف فيغو ملتبساً، إذ قال: «يتعيّن علينا إيجاد تسوية عالمية بهدوء ومسؤولية لمنح دينامية جديدة، وشفافية وديموقراطية لفيفا في المستقبل». اعتبر رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ المرشح السابق لرئاسة «فيفا» استقالة السويسري جوزيف بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «نبأ جيداً»، فيما لم يحسم براغ موقفه، إذ قال: «سأجتمع أولاً مع مختلف الأطراف في برلين، ثم سأكون قادراً على تحقيق خُططي». وجاءت بداية التغيير في الموقف الأوروبي تجاه دعم الأمير علي بن الحسين على لسان الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم ثيو تسفانتسيغرب«الشخص غير المناسب لهذا المنصب»، وعلى رغم أن رأي تسفانتسيغر لا يمثل المجموعة الأوروبية إلا أنه من المتوقع أن يكون هناك مرشحون من القارة الأوروبية يقسمون الرأي تجاه دعم الأمير العربي. وربما لا يكتفى العرب بالتمثيل في سباق الانتخابات عبر الأمير علي، إذ يظهر الشيخ أحمد الفهد كأحد المرشحين المحتملين، فهو دخل إلى منظومة اتحاد القدم الدولي قبل شهر بالتزكية في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمكتب التنفيذي في «فيفا»، ويُعرف عن الشيخ أحمد، الذي يرأس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك)، والمجلس الأولمبي الآسيوي، علاقته الواسعة وفي حال ترشّحه فسيحظى بدعم آسيوي كبير. ويبدو أن الحضور الآسيوي في الانتخابات سيكون قوياً، إذ أعلن نائب الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون ترشّحه لمنصب رئيس «فيفا»، وسبق لتشونغ أن رأس الاتحاد الكوري لكرة القدم مدة 16 عاماً، فضلاً عن حضوره في المحافل الدولية عبر مناصبه في الاتحادين الآسيوي والدولي.