من أضيق أبواب أكبر اتحاد رياضي في العالم ودّع السويسري جوزيف بلاتر منصبه رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في قرار جاء مفاجئاً، إذ فاز نهاية الأسبوع الماضي بولاية خامسة منتصراً على كل فضائح الفساد التي كشفها القضاء الأميركي بعد أن اتهم سبعة من كبار مسؤولي المنظومة الكروية الدولية بتقاضي رشاوى يبلغ مجموعها 150 مليون دولار أميركي. وختم بلاتر رحلته رئيساً عبر مؤتمر مفاجئ تأخر ساعة عن موعده أعلن فيه يوم أمس استقالته، إذ قال: «على رغم اعادة انتخابي إلا أنه لم يكن لدي قدرة على دعم كل عالم كرة القدم، لذلك سأدعو إلى جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد»، وزاد: «سأستمر في أداء واجبي حتى ذلك الحين، أنا الآن متحرر من قيود الانتخابات، وسأركز على الانخراط في إصلاحات طموحة، فيفا في حاجة إلى إعادة هيكلة لمواجهة التحديات التي ترفض التوقف». ويبدو أن العجوز السويسري لم ينجح في الإيفاء بالوعد الذي قطعه قبل أيام بتسليم الاتحاد الدولي لخلفه أقوى ممّا تسلّمه، إذ سيأتي «الرئيس الجديد» في الانتخابات التي ستعقد بين كانون الأول (ديسمبر) 2015 وآذار (مارس) 2016 أمام صورة مهتزة للاتحاد الدولي. وأعلن علي بن الحسين رسمياً نيته الترشح لخلافة بلاتر، ويمتلك الأمير الأردني فرصاً عالية في ظل حصوله في الانتخابات الأخيرة على أصوات كثيرة، وبدأت الضغوط تتصاعد على «فيفا» بعد أن قبضت الشرطة السويسرية على سبعة من كبار المسؤولين في «فيفا» بتهم وجهها لهم القضاء الأميركي (الخميس) الماضي، إثر شكوك في رشاوى تلقاها بعضهم يزيد مجموع قيمتها على 150 مليون دولار أميركي. وتواصلت تداعيات فضائح الفساد في أروقة «فيفا» مع الزج باسم الأمين العام جيروم فالك في قضية تحويل 10 ملايين دولار لحسابات مصرفية يملكها نائب رئيس «فيفا» السابق الترينيدادي الموقوف جاك وارنر، فيما أقر الاتحاد الدولي بتحويل الملايين ال10 لكنه نفى تورط فالك، وقال في بيان صحافي (تلقت «الحياة» نسخة منه): «أن فالك أو أي عضو إداري رفيع المستوى في فيفا لم يكن متورطاً في الحوالة لوارنر، الذي كان آنذاك رئيسا لاتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، التي كانت من جنوب أفريقيا». وأضاف الاتحاد الدولي «عام 2007 وفي إطار كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وافقت حكومة جنوب أفريقيا على مشروع بقيمة 10 ملايين دولار لمساعدة الشتات الأفريقي في الكاريبي»، موضحاً أن المبلغ صادر عن اللجنة المنظمة لمونديال جنوب أفريقيا، وتابع: «صدر إذن دفع الملايين ال10 عن اللجنة المالية، وتم تنفيذه وفقاً للوائح الاتحاد الدولي». وفي ظل التداعيات المتصاعدة علّق مكتب المدعي العام السويسري بشكل سريع موضحاً أنه لا يحقق مع بلاتر، في بيان مقتضب: «سيب بلاتر لا يخضع لتحقيق من مكتب المدعي العام. استقالته المعلنة لن يكون لها أي تأثير على الإجراءات الجنائية الحالية». وتوالت ردود الفعل الدولية، خصوصاً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي كان يقف بقوة ضد بلاتر، إذ وصف رئيسه ميشيل بلاتيني الاستقالة ب«القرار الصحيح»، في حين قال رئيس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غريغ دايك إن الاستقالة «أمر عظيم لكرة القدم».