طهران، باريس – رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» - أكد المدعي العام في إيران غلام حسين محسني ايجائي أمس، ان القضاء لن يتساهل بعد الآن مع أنصار المعارضة، مشيراً الى عدداً من المعتقلين خلال تظاهرات الأحد الدامي في ذكرى عاشوراء سيُعدمون، فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن مصير النظام الإيراني «مسألة داخلية وليست دولية». وقال غلام حسين محسني ايجائي ان «الجهات الأمنية والاستخباراتية تُحقق الآن مع المعتقلين، وسيُستكمل ملفهم سريعاً ويقدمون للمحاكمة»، مضيفاً ان «المحكمة ستعمل في حزم ووفقاً للقانون وفي أسرع وقت ممكن». وأكد أن «الشرع ينصّ على ان الإعدام هو جزاء الباغين والذين يثيرون الذعر في نفوس الناس ويعلنون الخروج المسلح على النظام الإسلامي»، مشيراً الى ان «الذين يدعون الى التمرد المسلح ضد النظام والولي العادل، يُعتبرون محاربين وحكمهم الإعدام». وزاد ان «أي من المعتقلين ينطبق عليه التحرك في احد هذين الاتجاهين، سيُطبق فيه الحكم الشرعي والقانوني من دون أدنى تسامح، لأننا وجهنا اليهم إنذارات عدة في هذا الشأن». وسئل المدعي العام عن «مصير زعماء الفتنة وموعد محاكمتهم استجابةً لطلب الشعب»، فأجاب ان «رئيس السلطة القضائية (صادق لاريجاني) أمر بالبت في هذا الموضوع في سرعة وبكل حزم وعدم التساهل مع أي منهم. سنحاول اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، لتلبية طلب الشعب في محاكمة هؤلاء». وكان صادق لاريجاني اعتبر ان المشاركين في تظاهرات المعارضة في ذكرى عاشوراء «يسعون الى إسقاط النظام وليس للاحتجاج على قضية سياسية مثل الانتخابات» الرئاسية التي أُجريت في حزيران (يونيو) الماضي. وقال خلال اجتماع لمجلس القضاء الأعلى ان «الجهاز القضائي لن يتردد لحظة واحدة في اداء مهماته القانونية، وسيتابع هذه المسائل في سرعة وحزم، اذ سيعاقب منتهكي الحرمات الدينية والمسيئين للنظام وولاية الفقيه وعاشوراء». في الوقت ذاته، رأى مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي ان «جرائم المعتقلين بعد عاشوراء تختلف عمن سبقهم في الاعتقال، اذ دخلت خطوط انحرافية مأجورة من الخارج على خط الأزمة». وقال ان الشعارات التي أُطلقت ضد النظام خلال تظاهرات ذكرى عاشوراء، اثبتت ان المحتجين «كانوا يتخذون القضية الانتخابية مطية لأغراضهم السياسية». الى ذلك، اعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان «العنف الذي تمارسه الشرطة وقوى الأمن الفرنسية ضد شعبها، يتناقض مع معايير حقوق الإنسان ويشكل انتهاكاً فاضحاً للحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للشعب الفرنسي». وكان مهمان برست يشير الى إحراق 1137 سيارة في فرنسا ليلة رأس السنة، معتبراً ان ذلك يعكس «عدم رضا الشعب عن الجور والتمييز الاجتماعي الموجود في المجتمع الفرنسي». وأعرب عن «اسفه لأن الحكومة الفرنسية تتعامل مع الاضطرابات المتزايدة، بأسلوب أمني بدل البحث عن العوامل الرئيسة المسببة لها ومعالجتها». وبدا ان مهمان برست يردّ على كوشنير الذي اعتبر ان أعضاء في المرجعية الدينية الشيعية يهددون النظام الإيراني. وقال لإذاعة «ار تي ال» ان «مصير النظام الإيراني ليس مسألة دولية، بل داخلية. نرى جميعاً انه مهدد بفعل اشخاص ثابتي العزيمة، بعضهم متدين جداً، ومن المرجعية الشيعية ذاتها». وأضاف: «نعم، النظام مهدد بسبب حركة احتجاجية داخلية لا أعرف ما الذي ستُفضي اليه». وأشار الى «حركة احتجاج داخل المرجعية الدينية». وزاد: «ثمة على حد معلوماتي غالبية هائلة من الشيعة من مراتب بارزة جداً، ليسوا على توافق مع هذا النظام وينقضون صفته الدينية ذاتها». وأكد أن «القمع شديد. علينا ان ندين تحديداً ذاك الذي يستهدف متظاهرين عزلاً يتعرّضون للرصاص والاعتقال ولأحكام بالغة القسوة، تصل الى حد الإعدام». وسئل كوشنر هل يتمنى إطاحة الحكومة الإيرانية، فأجاب: «ليس من حقي ان اتمنى ذلك أو غيره. من جانبنا نواصل المحادثات مع الإيرانيين».