اتهم سكان أحياء شرق جدة (قويزة والصواعد وكيلو 14) المتضررة من كارثة السيول التي شهدتها جدة أطرافاً باستغلال مأساتهم وأوضاعهم المتردية لجني مبالغ مالية، وطالبوا بتفاعل أكثر مع مشكلات أحيائهم التي دمرتها سيول الأربعاء. وتمحورت مناشدات أهالي تلك الأحياء «المنكوبة» حول مطالبات بردم المستنقعات المائية وترميم الشوارع والطرقات الفرعية المليئة بعشرات الحفر والمنزلقات الخطرة، التي باتت تهدد المارة والسيارات، ونداءات أخرى طالبت بمراقبة العمالة المكلفة بصيانة تلك المناطق وتنظيفها، «لأنها بدأت تستغل معاناة السكان، وتساومهم طالبة مبالغ مالية إضافية مقابل تأدية المهمات المنوطة بها أساساً». وخلال الفترة القليلة الماضية، تنامت مساحات القلق داخل خوالج أحد سكان حي قويزة سعيد الزهراني، من تفشي الأمراض الوبائية في الحي الذي بات ملاذاً للحشرات وبؤرة لتوالد البعوض الناقل للأمراض، يقول ل«الحياة»: «لا صحة لما تسوقه الأمانة، ففرق الرش التي تزعم تنفيذها على المنازل والطرقات، استغل عمالها الوضع المزري داخل تلك الأحياء الغريقة لمساومة سكانها، فنظافة الشوارع ورش المبيدات لمكافحة الحشرات بات سلعة تباع وتشترى في بورصة تلك العمالة. ما وضعنا في موقف لا نحسد عليه بين مطرقة الاستغلال وسندان الخطر، لنقرر أخيراً المجازفة بالبقاء في بيوتنا من دون أن نرضخ لجشع أولئك المستغلين، وحمى الله أبناءنا، فكثيراً ما أخشى على أبنائي من الإصابة بوباء من جراء الأجواء الغير صحية التي تطوقنا من كل جهة». وفي حي الصواعد، لا تزال الروائح «النتنة» تفوح في كافة الأرجاء والطرقات، خصوصاً وأن المستنقعات المائية مستمرة في بسط هيمنتها على أجزاء كبيرة من الحي. ما أثمر عن تحول جنباته إلى ملاذ آمن للبعوض والذباب، في ظل «شبه انعدام عمليات الرش والتعقيم» بحسب ما يقول أحد سكان الحي محمد المطيري، وأضاف: «أستغرب حقيقة التحرك السريع لعدد من الجهات، التي توجه آلياتها وأفرادها للعمل فور علمها بزيارة أي من المسؤولين للمنطقة واختفائها بشكل لافت فور مغادرة ذلك المسؤول!، ما يطرح التساؤلات عن مدى تحمل تلك الجهات لمسؤولياتها في خدمة المواطنين خاصة الأحياء المتضررة التي تحتاج لوقفة من جميع الجهات الخدمية لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها». وفي الوقت الذي اضطر المواطن أحمد علي إلى إعادة ترميم وتنظيف منزله في حي قويزة في سبيل عودة أسرته المكونة من 10 أفراد، لم يخف قلقه من احتمال تفشي عدد من الأمراض الوبائية، «والتي أصبحت تشكل الهم الأكبر للسكان». مشيراً إلى أن الحي يعاني من افتقاره للنظافة وحاجته لردم بعض المستنقعات المائية التي أصبحت تشكل بيئة لتكاثر الحشرات والبعوض. وقال: «أجبرت على دفع مبالغ مالية مقابل تنظيم وإزالة الأتربة من محيط الشارع المجاور لمنزلي، واستقطبت عدداً من العمال أثناء وقت دوامهم لتنفيذ منزلي من الداخل مقابل مبلغ مالي كبير».