كشفت النائب العام الاميركية لوريتا لينش ان «مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم» (فيفا) الذين اوقفوا في زيوريخ اليوم (الاربعاء) «افسدوا» اللعبة، معتبرة ان الخطوة المقبلة في الملف ستكون طلب تسليمهم من اجل محاكمتهم في الولاياتالمتحدة. وقالت لينش: «لقد افسدوا كرة القدم العالمية لخدمة مصالحهم الخاصة واثراء انفسهم». واضافت ان الخطوة المقبلة في هذا الملف ستكون طلب تسليم المتهمين للولايات المتحدة لتتم محاكمتهم، قائلة: «اساء كل المتهمين الى النظام المالي الاميركي وانتهكوا القوانين الاميركية. نحن عازمون على محاسبتهم». وأوضحت وزارة العدل السويسرية ان ستة من مسؤولي «فيفا» السبعة الذين تم توقيفهم رفضوا ان يتم تسليمهم الى الولاياتالمتحدة. وقال الوزير السويسري في بيان له «بالنسبة الى هؤلاء الاشخاص الذين رفضوا ان يتم تسليمهم، فان وزارة العدل ستطلب من الولاياتالمتحدة تقديم طلبات التسليم الرسمية خلال فترة 40 يوما بحسب المعاهدة الثنائية بهذا الشأن». واتهم القضاء الاميركي 14 شخصا (9 اعضاء او اعضاء سابقين في الفيفا و5 مسؤولين في شركات للتسويق الرياضي على علاقة بالفيفا) بالفساد، ما ادى الى توقيف 7 اشخاص في زيوريخ حيث ستجري انتخابات رئاسة «فيفا»، وهم يواجهون خطر السجن لمدة 20 عاما. واتهم هؤلاء الاشخاص بقبول مبالغ تصل الى 151 مليون دولار اميركي منذ عام 1990 وحتى الان تتعلق تحديدا في منح حقوق نقل بطولات كأس العالم وحقوق التسويق والبث. واعتبرت لينش ان مسؤولين في الاتحاد الدولي حصلوا على رشاوى في عملية منح كأس العالم لجنوب افريقيا في العام 2010، موضحة أنه «في العام 2004 بدأت المنافسة على استضافة كأس العالم 2010، والتي منحت في النهاية لجنوب افريقيا وللمرة الاولى في القارة، لكن حتى لهذا الحدث التاريخي، فقد افسد مسؤولون في الاتحاد الدولي وآخرون هذه العملية باستخدام الرشوة للتأثير على قرار الاستضافة». ورفض الاتحاد الجنوب افريقي للعبة التعليق على التحقيق الاميركي، فقال دومينيك شيمهافي المتحدث باسمه لوكالة فرانس برس: «انها مجرد مزاعم. لم يتم التحقيق مع احد هنا». وتحدثت لينش عن النسخة المئوية من كوبا اميركا 2016 والمقررة في الولاياتالمتحدة: «اظهر تحقيقنا ان ما كان ينبغي ان يكون تعبيرا عن الروح الرياضية الدولية ساهم في إمتلاء جيوب المسؤولين بنحو 110 ملايين دولار. هذا ما يقارب ثلث التكلفة المشروعة لحقوق البطولات المذكورة». ورفضت لينش التعليق عن مونديال روسيا 2018 وقطر 2022 اللذين كانا تحت المجهر لفترة طويلة بسبب مزاعم فساد، اذ رأت ان السلطات السويسرية تقوم بتحقيق منفصل حول المونديالين. واضافت لينش ان الرشاوى امتدت الى حملة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي 2011 والى «اتفاقات حول رعاية المنتخب البرازيلي لكرة القدم من شركة ملابس اميركية كبرى». واشارت السلطات الاميركية الى ان ستة اشخاص اخرين اقروا بالذنب في هذا الملف بين تموز(يوليو) 2013 وايار (مايو) 2015 بينهم الاميركي تشاك بليرز امين عام اتحاد «كونكاكاف» السابق وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي سابقا بالاضافة الى نجلي جاك وارنر رئيس اتحاد «كونكاكاف» سابقا. واوضح تشارلز ويبر المسؤول عن الضرائب في الولاياتالمتحدة ان بليزر لم يصرح في 19 عاما عن 11 مليون دولار اميركي مضيفا «هذه كأس العالم للاحتيال. لقد رفعنا اليوم البطاقة الحمراء». من جهته، رأى كيلي كوري المدعي العام الفدرالي في بروكلين بالوكالة ان الاتهامات ال14 «هي بداية جهودنا وليس نهايتها».