على رغم أن دخول الأعشاب الاصطناعية السوق السعودية لم يمض عليه إلا سنوات قليلة، إلا أن تلك السوق تشهد نمواً كبيراً، بدعم من اهتمام الرياضيين، وبخاصة بعد اعتمادها من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الملاعب الرياضية، واعتبرها البعض بديلاً جيداً للأعشاب الطبيعية، مع تراجع كلفتها وصيانتها قياساً بالأعشاب الطبيعية. ويقدر متخصصون في هذا المجال في تصريحات إلى «الحياة» قيمة ما تستورده السعودية سنوياً من الأعشاب الاصطناعية تتجاوز 20 مليون ريال، مشيرين إلى أن هذا الرقم مرشح للارتفاع خلال السنوات المقبلة، وبخاصة مع توقعات بمعدل نمو يزيد على 15 في المئة سنوياً. ويقول مدير مؤسسة مرج الربيع للأعشاب الاصطناعية خالد الهلالي، إن الأعشاب الطبيعية ظهرت في السعودية في شكل رسمي قبل 6 سنوات، بسبب شح الموارد المائية، وبالتالي أصبح وجود العشب الاصطناعي خياراً استراتيجياً لتوفير المياه المستخدمة في حال الاعتماد على العشب الطبيعي، إضافة إلى توفير تكاليف مد أنابيب الري، إذ لا يحتاج العشب الاصطناعي إلى أي اهتمام سواء على مستوى الري أو السماد، كما أنه لا يتأثر بعوامل الطقس ويحافظ على لونه الأخضر لمده طويلة. وأوضح الهلالي أن العشب الاصطناعي يتم استيراده من أكثر من دولة، منها إيطاليا وألمانيا وهولندا، إضافة إلى الصين، والأسعار متفاوتة بحسب بلد الصنع والاستخدامات، فهناك عشب يستخدم في الملاعب وهو صناعة إيطاليه، أما الأعشاب المستخدمة في المسطحات الخضراء فهي في الغالب هولندية الصنع، لأنها الأفضل. وحول الأسعار أشار الهلالي أن أسعار الأعشاب تختلف باختلاف بلد الصنع، فتبدأ من 40 ريالاً للمتر المربع للصناعة الصينية، ويتدرج في الارتفاع ليصل إلى 200 ريال للمتر للعشب الإيطالي، مرجعاً ارتفاع الإيطالي إلى جودته، خلافاً للعشب الصيني الذي يضاف إليه مواد ملحية تتكسر مع زيادة اللعب عليه، وتتحول إلى مسحوق يؤثر في الشخص في حال استنشاقه. ويرى مدير شركة سليل العربية لإعداد الحدائق والملاعب الرياضية عادل صفران، إن الأعشاب الاصطناعية تعتبر بديلاً جيداً للأعشاب الطبيعية، كما أنها تتميز بعدم الحاجة إلى الاهتمام بها بعد التركيب، فلا تحتاج إلى ري أو قص وتهذيب، كما أنها تتحمل درجات الحرارة العالية. وأشار إلى أن اعتماد ال«فيفا» العشب الاصطناعي في الملاعب الرسمية زاد الإقبال عليه في السعودية، موضحاً أن ال «فيفا» وضع شروطاً معينة للأعشاب في هذه الملاعب، تتعلق بكثافة العشب وارتفاعه، وهو ما دعانا إلى توفيره بما يتوافق مع شروط ال «فيفا»، ويصل سعر المتر المربع إلى 150 ريالاً. وأكد صفران أن الطلب على الأعشاب الاصطناعية حالياً يفوق الطبيعي بشكل كبير، ويأتي الطلب الكبير من معظم الجهات، مثل المدارس، وأصحاب الاستراحات الذي يريدون إنشاء ملاعب كرة قدم داخلها، وتستحوذ الأعشاب الاصطناعية على 85 في المئة من حجم السوق في مقابل 15 في المئة للشعب الطبيعي. وقال مدير المنطقة الجنوبية في شركة المسار الثلاثي عبدالرحمن البسامي إن الإقبال كبير على الأعشاب الاصطناعية حالياً، إذ يتميز بأنه يمنع الحشرات والروائح الكريهة التي قد توجد في الأعشاب الطبيعية والناتجة عن استخام الأسمدة. ورأى أن كلفة العشب الاصطناعي قد تكون أعلى بعض الشيء مقارنة بالعشب الطبيعي، ولكن بالنظر إلى ما يحتاجه العشب الطبيعي، فإن الأخير تصبح كلفته أعلى بكثير عن الاصطناعي، وقد تصل إلى الضعف. وقدر البسامي حجم استيراد الأعشاب الاصطناعية في السعودية بأكثر من 20 مليون ريال سنوياً، متوقعاً نمو السوق بأكثر من 15 في المئة سنوياً. ويرى المدير العام للحدائق والبيئة في أمانة مدينة الرياض الدكتور إبراهيم الدجين أن الأعشاب الاصطناعية مهمة، ولكنها ليست بديلاً للطبيعية، وتستخدم في حالات خاصة يصعب معها زراعة الأعشاب الطبيعية، مثل ما تم استخدامه في ميدان القاهرة بمدينة الرياض، إذ استخدم في بعض أجزاء الميدان التي لا يمكن زراعتها بالأعشاب الطبيعية. وتطرق الدجين إلى مساوئ الأعشاب الاصطناعية، وقال إنه لا يعطي الميزات البيئية التي تكون في الطبيعي، كما أنه لا يعطي الناحية الجمالية ذاتها، إضافة إلى الارتياح النفسي للأعشاب الطبييعة. ويقول مالك أحد الملاعب الخاصة والتي تؤجر بنظام المباريات عادل العمري، إنه اتجه إلى العشب الاصطناعي نظراً لتحمله وعدم حاجته إلى الصيانة، إضافة إلى تميزه عن الطبيعي بإمكان اللعب علية لمدة 24 ساعة متواصلة، بخلاف الطبيعي الذي لا يتعدى اللعب علية 10 ساعات. وذكر أن غالبية الملاعب الخاصة توجهت إلى الأعشاب الاصطناعية.