خص مهاجم فريق الاتحاد أمين الشرميطي «الحياة» بحوار خاص قبيل توجهه لبلاده تونس، للمشاركة في المعسكر الإعدادي الخاص لبطولة الأمم الافريقية، وطمأن الجماهير الاتحادية خلال حديثه على مستقبله مع الاتحاد، اذ أكد استمراره مع الفريق، نافياً تحدثه مع الإدارة بشأن فك الارتباط في الفترة الشتوية، واعتبر المهاجم التونسي الفترة الماضية التي أمضاها مع الاتحاد جيدة وغنية بالنسبة له على رغم حرصه على تقديم المزيد من العطاء وقيادة الفريق الاتحادي للمنافسة على البطولات، واعترف الشرميطي في الوقت ذاته بان الاتحاد أعاده لصفوف منتخب بلاده بعد المستويات المميزة التي قدمها مع الاتحاد، خصوصاً في بطولة آسيا، وأشاد الشرميطي بأنصار الاتحاد، مشدداً على انه سيعمل جاهداً على المساهمة في إسعادهم خلال الاستحقاقات المقبلة، المهاجم التونسي كشف الكثير خلال الحوار الآتي: كيف تصف الفترة التي أمضيتها مع الاتحاد؟ - لاشك هي تجربه كبيرة وثرية أثرت في نفسي كثيراً، وأتمنى أن أرد جزءاً من هذا الحب الذي أعيشه مع الاتحاد وجماهيره العاشقة، من خلال كسب المزيد من اللقاءات والبطولات ان شاء الله. ولكن تردد إمكان تركك النادي كون الجهاز الفني يرغب في مهاجم صريح خلاف مركزك الحالي؟ - الحقيقة أنا لاعب محترف وأتقبل مثل هذه القرارات، وحضوري للاتحاد لا يعني بقائي للأبد، فبكل تأكيد سأغادر الاتحاد يوماً ما، ولكن الإدارة والجهاز الفني لم يكشفا لي رغبتهما في ذلك، والجميع راض عما قدمته مع الفريق وما يثار هو حديث اعلامي فقط، وأنا مثل أي شخص اطّلع كل يوم عبر الصحف على مثل تلك الاخبار المغلوطة. لكن لا زال البعض ينتقدك في طريقة لعبك وعدم قدرتك على ترجمة الفرص المتاحة أمام المرمى فما ردك؟ - لعبت مع الفريق أكثر من تسع مواجهات بين محلية وقارية وسجلت فيها 12 هدفاً تقريباً، وهو معدل جيد وحتى معدلي التهديفي على صعيد الدوري جيد، وأنا اجتهد كثيراً لأقدم ما لدي من إمكانات وترك بصمة لي مع الفريق في مشواري الاحترافي، ولكن طريقة لعب الفريق والاعتماد على مهاجم واحد تجعل مهمة التهديف صعبة جداً، في الوقت الذي تلعب فيه الفرق أمامنا بطرق دفاعية، ولو كان بجانبي مهاجم صريح مثل نايف هزازي، لكان وضعي تغير مع الاتحاد، ولكن أنا مازلت أقول ان المركز الذي اشغله هو ليس بمركزي الحقيقي. ستغيب عن الفريق خمس مباريات مهمة لالتحاقك بمنتخب بلادك كيف تنظر لتأثير هذا الغياب على فريقك؟ - حقيقة ان أمر استدعائي لصفوف منتخب تونس هو لتأدية واجب لبلدي، وهذا معروف بين دول العالم وبكل تأكيد سيتأثر الفريق الذي العب فيه، ولكنها فرصة لمشاركة نجم آخر في المباريات المقبلة، وأتمنى ألا يؤثر هذا الغياب في الاتحاد في مسيرته في المباريات. لكن الفريق يعتمد كثيراً على وجودك في خط المقدمة؟ - نعم صحيح واعلم حساسية الغياب على الاتحاد، لكن أنا محتار بين منتخب بلادي والاتحاد الذي لو تخلفت عن الحضور فقد تصلني عقوبات من الفيفا وعلى هذا الأساس الإدارة الاتحادية قدرت الواجب الوطني وتركتني التحق بمنتخبي. تعتبر جماهير الاتحاد والأهلي مقياس نجاح المحترف الأجنبي هي قدرته على التسجيل في مباريات "الدربي"، كيف تصف نجاحك في ترجيحك كفة الاتحاد في المباراة الماضية؟ - لا أخفيك بأنني كنت سعيداً بالمشاركة في مثل هذه المباريات، خصوصاً مواجهة الدربي منها، كوني اعرف حساسيتها وعايشتها كثيراً في تجربتي الاحترافية، وما تحقق أمام الأهلي جاء بمساعدة زملائي اللاعبين وتعاونهم والحمد لله على توفيقه في المباراة والحصول على النقاط كاملة. لكنك كدت أن تعرض فريقك للخسارة بسبب الطرد الذي تعرضت له في وقت مبكر من الشوط الثاني؟ - صحيح وقرار البطاقة الحمراء كما شاهدتم لم يأت بناء على قرار حكم الساحة لأنه لم يشاهد ما جرى، ولكنه جاء بتوصية من الحكم الرابع وبحسب تقديره، وأنا احترم القرار والحكم في الوقت نفسه، إلا أن حكم الساحة البلجيكي عندما ذهبت للسلام عليه بعد نهاية المباراة، تساءل هو بنفسه عن سبب طردي بالبطاقة الحمراء التي أوصى بها الحكم الرابع، وانه كحكم ساحة كان يحترم هذه التوصية من زميله الحكم الرابع فشرحت له الموقف وما حدث مع زميلي في فريق الأهلي، الذي بالغ في السقوط، وكان هدفي هو الحديث معه عن جملة الاستفزازات التي ساقها لي، والصدام معه جاء بطريقة عفوية، ولم أتعمد إيذاءه، وليست من أخلاقياتي مثل تلك التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية. هذا الإقصاء كلّف فريقك كثيراً في لقاء الهلال وغيابك المؤثر عن مواجهة الكلاسيكو؟ - نعم تلك البطاقة كانت مؤثرة ومحزنة بالنسبة لي، فبسببها حرمت من المشاركة في لقاء الهلال، والمباريات الكبيرة هي فرصة للاعب لأن يقدم نفسه للجماهير الرياضية، ولكن أعد بالتواجد في المباريات المقبلة. الاتحاد خسر مباراة الهلال بنتيجة ثقيلة، كيف تفسر تلك الخسارة؟ - لو تتبعنا الفريق الاتحادي لوجدناه في تلك المباراة عانى كثيراً من غيابات عناصر أساسية عدة مؤثرة، والخسارة في عالم كرة القدم واردة، وهناك ظروف يتعرض لها الفريق في أي وقت وقبل المباراة بوقت قليل، وأحياناً يصاب لاعب مهم ويؤثر في خريطة الفريق وفي معنويات زملائه، والخسارة التي تعرض لها الاتحاد ليست نهاية المطاف، والفرق الكبيرة تخسر لكن سرعان ما تعود، وقد شاهدنا فرقاً تحقق البطولات الأوروبية، وتخسر في الموسم الذي يليه. هل خسر الاتحاد المنافسة على لقب الدوري بعد سلسلة الخسائر التي تعرض لها في دوري المحترفين؟ - هذا الأمر سابق لأوانه ولم تتحدد بعد هوية البطل، على رغم تقدم الهلال وتمسكه بالصدارة، لأن الوقت ما زال مبكراً، وكل الاحتمالات والحسابات مطروحة وواردة، وأي فريق معرض للتعثر، ومن يرد اللقب، فعليه أن يلعب للفوز في كل مبارياته المقبلة، ولا يتهاون في أي منها، وهي بمثابة مباريات الكؤوس. هل ما زال الفريق الاتحادي متأثراً بفقدان اللقب الآسيوي؟ - خسارتنا للقب كانت موجعة، وأثرها أسهم وبشكل كبير في تراجع المستوى والهبوط العام للفريق، وعلى رغم محاولات الإدارة والجهاز الفني إخراج اللاعبين من تبعات الخسارة للقب الآسيوي، إلا أن الخسارة كانت موازية لفقدان اللقب وأكثر من ذلك، والفريق عموماً ما زال متأثراً بتلك الخسارة، ما انعكس على نفسيات اللاعبين وعطائهم في مباريات الدوري المحلي. وكيف ترى الجهد الإداري للفريق خلال الفترة الماضية؟ - الإدارة والجهاز الفني كانا مجندين لخدمة الفريق، لكن هناك انخفاضاً في الأداء الفني يتعرض له الفريق، والعودة إلى تلك المستويات لن تكون سهلة، ويحتاج الفريق للصبر، وسترونه يعود للمنافسة إن شاء الله قريباً. هناك من يشكّك في إمكان حصول الاتحاد على بطولة في هذا الموسم، ما هو ردك؟ - كما ذكرت ما زال الاتحاد حتى هذه اللحظة في الميدان، وأمامنا متسع من الوقت للعودة في حال خدمتنا نتائج الفرق الأخرى، إضافة للبطولات الأخرى، ونحن نعد بتحقيق بطولة على الأقل في هذا الموسم، والاتحاد يملك القدرة على المنافسة في كل البطولات، لما يملكه من قدرات وإمكانات كبيرة تؤهله لتحقيق كل الألقاب. من هو الفريق الذي لفت انتباهك هذا الموسم؟ - هناك فرق جيدة في الدوري السعودي، ولديها من الإمكانات ما يؤهلها للمنافسة، ولكن يظل الهلال هو الفريق الثابت على مستواه، وكانت المنافسة ستكون محصورة مع الاتحاد إضافة إلى الشباب، لولا تأثر الاتحاد بفقدان البطولة الآسيوية. وهل هناك لاعب مميز ترى أنه يستحق لقب أفضل لاعب في هذا الموسم؟ - مستويات اللاعبين متفاوتة وهي تتطور من مباراة إلى أخرى، ولكن في نهاية الموسم يكون اختيار الأفضل أجدى بكثير من الوقت الحالي، إذ من الممكن بزوغ نجم آخر من الظلم أن يحرم النجومية، وما استطيع قوله إن الدوري السعودي مليء بالنجوم. خضت تجربة في نادي هرت برلين الألماني كيف تصفها؟ -على رغم وجودي في النادي الألماني، إلا أنني كنت كثيراً حبيس دكة الاحتياط، ومشاركاتي كانت محدودة، وكنت واثق بقدراتي الفنية التي تؤهلني للمشاركة أساسياً، لكنها قناعات المدربين هي التي منعتني من المشاركة. هل تعتبر الاتحاد منقذاً بالنسبة لك من الغياب الطويل عن المنافسات؟ - لا ليس كما تصف ولكن نادي هرت برلين وجدها فرصة سانحة له أن يعيرني للاتحاد السعودي، وكانت فرصة أخرى لي لأثبت وجودي في فريق هو الأفضل في قارة آسيا، والحمد لله أنني وفقت في كسب الإعجاب، وأعد بالمزيد بعد عودتي من بطولة أمم أفريقيا، وللأمانة من خلال الاتحاد استطعت العودة لصفوف منتخب تونس.