أخلّ الإرهابيون برسالة الرسول الكريم «من دخل المسجد فهو آمن»، وبدأوا بتفجير مساجد (السنة والشيعة) في البلدان العربية، وقتل العزل من المدنيين للضغط على الحكومات وتحقيق أهداف مشبوهة تحت غطاء ديني. ولم تشهد المساجد قصص عنف منذ ثلاثة عقود بعد أن اقتحم جهيمان وأفراد مسلحون المسجد الحرام، بحجة أنه المهدي المنتظر، حتى عاد التفجير في مطلع آب (أغسطس) 2009، وشن هجمات على 5 مساجد للشيعة في العراق. وانطلقت شرارة الفتنة من مساجد العراق، وكان التركيز فيها على المسماة بأسماء صحابة لهم أثر تاريخي في الخلاف بين المذهبين السني والشيعي، إذ لم يمض على تفجير مساجد الشيعة حتى انفجرت عبوة ناسفة استهدفت مسجداً للسنة في إحدى المناطق السنية ومسجد «الصحابة» بمنطقة جرف الصخر»، وبات الأمر سجالاً بين الطائفتين في ظل وجود وقود التنظيمات الإرهابية أبرزها «داعش». وانتقلت رياح الفتنة الطائفية إلى اليمن في ظل الصراع الحوثي (الزيدي) لتشهد الجمعة 20 آذار (مارس) في 4 تفجيرات انتحارية هزت العاصمة صنعاء مستهدفة مسجدين، وتبنى تنظيم داعش المتطرف، في بيان له، المسؤولية عن تفجيرات المساجد في صنعاء، كما شهدت صعدة موطن الحوثيين تفجيرات في بعض مساجدها في العام ذاته، لتعود القنابل مرة أخرى إلى الحشحوش شمال شرقي صنعاء، ويفجر انتحاريان نفسيهما داخل الجامع، وفي بوابته بحزامين ناسفين كان يحملهما انتحاريان. وحاول الإرهابيون أن ينقلوا سيناريو الفتنة إلى السعودية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بتفجير «حسينية» راح ضحيتها عدد من المواطنين إلا أن الرد الشعبي والسياسي والديني أحبط آمال الإرهابيين. وأكد باحثان مختصان في الشؤون الأمنية ل«الحياة» عقب تلك الحادثة إلى أن «حادثة الدالوة»، تمثل حلقة ضمن مخطط إرهابي كبير، يهدف إلى زرع الفتنة وشق وحدة الصف في المملكة. وما إن هدأت أحزان السعوديين على الضحايا العزل في الأحساء حتى تكرر مسلسل الإرهابيين في الاعتداء على مسجد آخر للشيعة في قرية القديح، ويغتال أطفالاً وكهولاً، بهدف زرع الكراهية بين السعوديين بحسب مذاهبهم.