وقف عرض كليب للمغنية كارول صقر في محطة تلفزيونية معينة لن يُؤخر أو يقدم في خط سيرها الغنائي. وقد يكون التوقيف مفيداً عندما يزداد فضول بعض الجمهور لمعرفة ما هي الأغنية - الكليب - وسماعها، وتقصِّي الحقائق في الأسباب الداعية الى التوقيف. وليس هذا هو الموضوع. الموضوع: ماذا تغني كارول صقر منذ عودتها إلى الغناء؟ وإلى أي حدّ وفقت في خيارها أو خياراتها الغنائية؟ وهل انعكست علاقات زوجها الموزع الموسيقي هادي شرارة مع بعض أو كثير من الفنانين سلباً أو إيجاباً عليها وعلى وجودها في الوسطين الإعلامي والفنّي وحتى في شركة الإنتاج؟ ثم كيف أفادها شرارة فنياً وإعلامياً وأدائياً؟ هذه هي الأسئلة الأساسية. فالظاهر، حتى الآن، على الأقل، أن كارول صقر تختار أغاني قد تنجح في الوصول إلى الجمهور عبر الشاشات الفضائية، لكنها لم تختر بعد اللون الغنائي الخاص الذي يناسب صوتها وشخصيتها، والذي يفرض حضورها متميزة عن غيرها، في زمن تكاثرت فيه الأسماء والأصوات والأشكال وتشابهت. فأغنية تنتشر من هنا، وأغنية تروج من هناك ليستا شأناً مستحيلاً أو صعباً. الصعب هو تكوين شخصية غنائية تُعرف بها بدلاً من تجميع أغانٍ «تصل» بها، مع ان الوصول نفسه، عندها، ليس قوياً إلى حدّ النجومية الواسعة. ولو ان المقياس للحضور في عالم الفن هو الموهبة، أي صوت كارول، فإنها في هذا الباب ذات صوت دافئ، عميق الإحساس، ومتمكن مما «يقول». وسواء أكان صوت كارول في الأساس، يحمل صفة التمكّن أم أنه تمكّن ناتج من مراقبة هادي شرارة الموسيقية العالية وإصراره على عدم صدور أي أغنية لزوجته غير مضبوطة على مقياس... شرارة الدقيق... فإن ما تقدمه كارول صقر جيد ومتقن، إن لجهة النصوص أو الألحان أو طبيعة الأداء... قد يكون الجواب في عدم تحديد وجهة سير كارول الغنائية إنها في هذه المرحلة تحاول أن تغني عدداً من الألوان تمهيداً لاكتشاف نفسها وقدراتها و «لونها» الخاص... وهذا جواب مقنع. إلا ان الواقع الغنائي في لبنان والعالم العربي لا يرحم، والمغني، أي مغنّ كان، إذا أراد إعلان نفسه مُغنياً على الملأ، فمن الضرورة بمكان أن يبدأ بما يميّزه وما يشكل له منطلقاً مختلفاً عن الآخرين، لا أن يبدأ... «بالبحث» عن نفسه. كأن الجمهور اللبناني والعربي لم يعد قادراً على تحمّل أن «يجرّب» الفنان، ويريده «مجرباً»... فوراً، جاهزاً فوراً، ومكتملاً فوراً، وأي تأخير في الجاهزية والاكتمال هو وقت ضائع! ومع أن هذه «النظرية» المستعجلة في كل شيء هي خطأ في فهم الفن، وفهم المراحل الطبيعية التي ينبغي أن يمرّ بها الفنان، فإنها «نظرية» مُتبنَّاة تماماً من شركات الإنتاج التي تريد... نجوماً لا مواهب باحثة عن النجومية. ومن الإذاعات التي تريد أن تذيع أغاني النجوم ببدل مادي لا أغاني من تشارك في صناعتهم نجوماً، ومن متعهدي الحفلات العامة والخاصة الذين يُطلب إليهم نجوم جاهزون لا نجوم... في الطريق الى النجومية. وهكذا... ينتهي «الوقت» في سرعة، ومن لا « يُنجِّم» سريعاً... يعش أبد الدهر في الانتظار! أما عن انعكاس علاقات زوج كارول صقر الموزع الموسيقي هادي شرارة مع الفنانين على طبيعة عملها في الغناء، فذلك أمر محتوم، لكن ليس سلباً بالضرورة كما قد يعتقد البعض. ولهادي شرارة «أعداء» وله أيضاً أصدقاء. والخبرة العميقة التي يمكن أن ينقلها لزوجته تحتاج كارول سنوات طويلة لاكتسابها لو أنها بلا هادي شرارة. إذاً، أين العلّة؟ سؤال ينبغي أن يجيب عنه هادي وكارول معاً من دون مزاج سيئ!