عبر مجلس «الشورى» عن «بالغ أسفه للحادث الإرهابي الذي استهدف مسجداً في بلدة القديح، وراح ضحيته عدد من المواطنين الأبرياء، حينما أقدم أحد أفراد الفئة الضالة على تفجير نفسه بحزام ناسف بين المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)». جاء ذلك في بيان تلاه نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري، أثناء الجلسة العادية ال 41 التي عقدها المجلس اليوم (الإثنين). وأعرب المجلس عن «أحر التعازي وصادق المواساة لأسر وذوي الشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة، سائلاً الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويعجل بشفاء المصابين». وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أن المجلس دان «هذا العمل الإرهابي الجبان الذي آلم الجميع وأحزن القلوب»، مندداً بهذه «العملية الدنيئة التي قام بها أرباب الزيغ والظلال والفساد الذين باعوا أنفسهم للشيطان، ورهنوا تصرفاتهم لأعداء الإسلام، ورضوا أن يكونوا معاول هدم وتخريب في بناء الأمة، يدفعها فكر مختل لا يرى الحق ولا يريد أن يهتدي إليه». وأكد أن هذا الحادث لن «يزيد المواطنين بمختلف مكوناتهم إلا تلاحماً وترابطاً وتقوية العزم على التعاون مع ولاة الأمر ورجال الأمن لتعزيز الأمن ودعم الاستقرار، والحفاظ على اللحمة الوطنية والوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول زعزعة أمن هذه البلاد المباركة، وبث الفرقة بين أبناء شعبها». ونوه مجلس الشورى «بالروح الوطنية التي تحلى بها أبناء بلدة القديح ومحافظة القطيف، والمسؤولية الكبيرة التي أظهروها رغم الفاجعة التي أرادها الأعداء حادثة فرقة وشقاق، وحولها أبناء القطيف إلى ملحمة وحدة واتحاد، متسامين على مصابهم في سبيل قطع الطريق على مخططات الغدر والخيانة». ونوه المجلس كذلك بما عبر عنه العلماء والمشايخ والمواطنون في مختلف مناطق المملكة، واستنكارهم للعمل الإرهابي وإدانتهم له، وتأكيدهم على الوحدة الوطنية. وأشاد المجلس «بسرعة تعامل رجال الأمن البواسل مع الجريمة الإرهابية عندما تمكنوا بتوفيق من الله من الكشف عن تفاصيل الجريمة النكراء في وقت قياسي ساهم في وأد الإشاعات المغرضة وأثبت يقظة قواتنا الأمنية وكفاءتها العالية». وأكد «دعمه وتأييده للإجراءات كافة التي تتخذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين لمحاربة الإرهاب واجتثاث منابعه الفكرية، لحفظ أمن واستقرار البلاد، وحماية شباب المملكة من الأفكار الضالة». وناشد المجلس المواطنين الحفاظ على وحدة الوطن وتعزيز لحمته الوطنية ونسيجه الاجتماعي والوقوف خلف قيادته سداً منيعاً أمام كل عابث ومغرض يسعى إلى النيل من أمن هذه البلاد وزعزعته. وناشد كذلك في شكل خاص أهل العلم والفكر النهوض بمسؤولياتهم تجاه توعية المواطنين بالمخططات التي تحاك ضد وحدتهم وأمنهم واستقرارهم، وأن لا يدخروا جهداً في سبيل مواجهة أعداء الأمة الذين يتربصون بوحدتها وأمنها واستقرارها.