كشف أستاذ الهندسة المدنية ورئيس قسم العلوم البيئية في كلية الأرصاد والبيئة في جامعة الملك عبدالعزيز ورئيس الجمعية السعودية للبيئة الدكتور سعد أبو رزيزة، أن الفرد السعودي من أكثر الناس إنتاجاً لغاز ثاني أكسيد الكربون، مشيراً إلى أن حصة الفرد السعودي من أعلى المستويات في العالم، «نتيجة الاعتماد على الوقود في إنتاج الطاقة والمياه ولعدم وجود شلالات مائية تستخدم في الكهرباء». وقال خلال ندوة تحت عنوان «الاحترار العالمي ظاهرة كونية أم صنعها البشر» التي نظمها منتدى سعود المريبض الثقافي أمس في الرياض»، نحن في السعودية ودول الخليج تكيفنا مع ظاهرة زيادة درجة الحرارة التي تصل إلى 55 درجة، بسبب ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي»، مضيفاً أن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون سببت أعاصير وفيضانات، «على رغم أن معظم العلماء قالوا بأن الأعاصير لم تزد أعدادها، ولكن زادت شدتها وحدتها بشكل عجيب ومخيف»، مؤكدً أن مراكز الأبحاث طالبت بدعمها بمبلغ 100 بليون دولار سنوياً حتى تتصدى لهذه الظاهرة، فيما لم تقدم الدول الغنية إلا 10 بلايين دولار. ونوه أبو رزيزة إلى أن تضاعف كمية ثاني أكسيد الكربون أكثر من مرتين في الغلاف الجوي، ممكن أن يرفع منسوب المياه في البحار من سبعة إلى 70 متراً، «وهذا سيقضي على جزء كبير من المدن الساحلية في العالم». وقال: «ان الخطر لا يزال موجوداً حتى لو أوقف ضخ ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي... وأن درجة حرارة الأرض ستستمر في الزيادة حتى لو أوقفنا استخدام كل أنواع الوقود الأحفوري»، مضيفاً: «الحل يتمثل في أن نأتي بغاز ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي ونتخلص منه في بعض الطرق ومنها مصائد البترول التي سحبنا منها البترول وهي أماكن مفرغة ويمكن حقنها بغاز ثاني أكسيد الكربون بدلاً من ضخها في المياه». وذكر أن الأمر لم يعد تنظيراً، «اليوم يرى المراقبون الشواهد والأدلة على آثار ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي بدأت فعلاً بالظهور... ففي العقود الأخيرة من القرن الماضي وبداية هذا القرن تزايد الجفاف وقتل الأحياء جوعاً وعطشاً في أماكن كثيرة في العالم، والفيضانات تضرب في مناطق أخرى، وحرائق الغابات تأتي على الأخضر واليابس، والعواصف تتكرر بمعدل فاق المعتاد». وطالب الدول الصناعية في العالم بالمساهمة في حل الأزمة بالقدر الذي أسهمت في صنعها، أصبح من الممكن حساب أو تقدير كمية ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى، التي طرحها كل بلد صناعي في الغلاف الجوي خلال قرن من الزمن مثلاً، ويمكن تحميل هذه الدول بما يتناسب ومساهمتها في تطور أزمة الاحترار العالمي». ولفت إلى أن الحلول المقترحة تتمثل في التكيف مع واقع الحال ودفع الضرر بما هو متاح مع تطوير الإمكانات، والتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري والحد من ضخ مزيد من الغازات الدقيقة، مضيفاً أن من أهم المفاتيح للخروج من هذه الأزمة هو نقل ما تمتلكه من تقنيات نظيفة إلى الدول النامية، وإيقاف تصدير الصناعات القذرة والملوثة إلى دول العالم الثالث.