تمنع أجهزة الأمن الاسرائيلية منذ ستة شهور الطفل السوري فهد لؤي شقير (سنتان) من مغادرة منزله في قرية مجدل شمس بالجولان المحتل، بعدما رفضت سلطات الاحتلال الاعتراف به وتسجيله في بطاقة هوية والديه لأنهما أنجباه في دمشق حيث كانا يدرسان الهندسة. اما التسوية التي توصل إليها الطرفان اخيراً فتنص على سفره الى الأردن كشرط لمنحه إقامة موقتة لثلاث سنوات على ان يبقى خاضعاً خلالها لمراقبة أجهزة الأمن الاسرائيلية كي لا يقوم ب «ما يخالف القانون ويهدد أمن اسرائيل». وكان الزوجان حاولا منذ عودتهما الى مجدل الشمس قبل ستة شهور، بعد انتهاء دراستهما، اقناع وزارة الداخلية الاسرائيلية بالاعتراف بطفلهما، لكنها رفضت بإصرار رغم الوثائق الرسمية التي استصدراها له في سورية بعد ولادته. غير ان الطرفين توصلا اخيراً الى تسوية ستسافر العائلة بموجبها هذا الاسبوع الى الاردن لتسجيل الطفل في السفارة الاسرائيلية كما لو انه جاء من سورية من جديد وينوي الدخول الى اسرائيل. وبموجب هذا التسجيل ستمنح وزارة الداخلية الطفل فهد فور قدومه من عمّان إقامة موقتة لمدة ثلاث سنوات. وقال الوالد لؤي في حديث الى «الحياة» إن طفله «سيرضخ لمراقبة السلطات الامنية الاسرائيلية، وفي حال لم يخالف القانون بما يهدد أمن اسرائيل خلال مدة اقامته الموقتة، فسيتم تسجيله في بطاقتي». واوضح الوالد انه عاد وزوجته خلال عطلة الجامعة الى الجولان قبل انجاب الطفل، واجرت الوالدة فحوصاً طبية في اسرائيل اثبتت حملها واحتفظت بها وقدمتها عند توجهها الى وزارة الداخلية لتسجيل الطفل، لكن السلطات الاسرائيلية رفضت الاعتراف بهذه الفحوص. وواجهت العائلة مشكلات عدة بسبب عدم تسجيل طفلها، اخطرها تعذّر توفير رعاية طبية له، خصوصا انه يعاني من وضع صحي يتطلب فحوصاً مخبرية. واوضح الوالدان انهما فضلا رعاية ابنهما في المنزل لأنهما يخشيان نقله الى العيادة كي لا توقفهما الشرطة وتسألهما عن اوراقه، وهذا يعني سلسلة تحقيقات وإزعاجات لا تنتهي، وقد تصل الى حد توجيه التهمة إليهما ب «خطف طفل واحتجازه».