زار أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف أمس، مستشفى القطيف المركزي، للاطمئنان على سلامة المصابين في التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي في بلدة القديح (محافظة القطيف). ووجه أمير الشرقية خلال زيارته ب «بذل أقصى الجهود لرعاية الجرحى، وتقديم أفضل الخدمات الصحية». وكان برفقته خلال الزيارة وزير الصحة المهندس خالد الفالح. وشهد الوضع الصحي للمصابين في الحادثة استقراراً، وأكدت وزارة الصحة أن مصابين اثنين لا يزالان في حال «حرجة». وتقدم لهما العناية الطبية «الفائقة». فيما خرج مصاب من المستشفى بعد أن تلقى العلاج اللازم وتحسنت حاله، وبقيت تسع حالات إصاباتهم «خفيفة». وأوضح المتحدث باسم «صحة الشرقية» أسعد سعود، أن «ستة مصابين في مستشفى الزهراء، وجرى التنسيق لنقل ثلاثة منهم إلى مستشفى القطيف المركزي. كما تم التنسيق لنقل المصابين الثمانية من مستشفى المواساة القطيف، إلا أنه خرج منهم اثنان. وتم نقل ستة مصابين إلى مجمع الدمام لاستكمال علاجهم». وأكدت وزارة الصحة أن الطواقم الطبية والإسعافات عالية التجهيز باشرت منذ اللحظات الأولى من وقوع الاعتداء الإرهابي، إذ أعلنت حال «الاستنفار القصوى» للأطقم الطبية والإسعافات المجهزة التي باشرت الحادثة حين وقوعها، وتم فرز الحالات في موقع الحادثة وتقديم الخدمات العلاجية الإسعافية، إضافة إلى مشاركة الجهات الأخرى المساندة. وأكدت وزارة الصحة في بيان أصدرته أمس، أنها «استنفرت طاقاتها منذ اللحظات الأولى وأعلنت حال الطوارئ في مستشفيات المنطقة، لاستقبال المصابين»، لافتة إلى أن «الاعتداء الآثم أسفر عن إصابة 109 حالات، من بينها 21 وفاة، و88 إصابة، وتم تنويم 58 حالة لتلقي العلاج، فيما بلغ عدد حالات الإصابة الحرجة 12. وغادر 30 مصاباً المستشفى، بعد تلقي العلاج اللازم». وأكدت وزارة الصحة أن «جميع المستشفيات في المنطقة لديها الجاهزية الكاملة لاستقبال الحالات الطارئة، من خلال الخطط التي يتم تنفيذها من حين لآخر»، مشيراً إلى أن وحدات الدم المتاحة في بنك الدم الإقليمي «كافية لمواجهة الحاجات الطارئة ولا يوجد نقص، إذ تم صرف 150 وحدة دم بمختلف الفصائل لجميع المستشفيات المعنية، فيما تتوافر حالياً 242 وحدة دم بمختلف الفصائل، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من المتبرعين، ويجري حالياً عمل اللازم لهم، فيما تم تخصيص بنك الدم الإقليمي، ومستشفى القطيف المركزي، ومستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر أماكن لاستقبال المتبرعين، في حين أن هناك 600 وحدة دم متوافرة في المنطقة جاهزة للصرف». وتمنت الوزارة «الشفاء العاجل للمصابين والرحمة للشهداء الذين قضوا في الاعتداء الآثم». إلى ذلك، وجه أمير منطقة القصيم رئيس مجلس إدارة جمعية «أصدقاء بنوك الدم» الخيرية الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، بإطلاق حملة للتبرع بالدم في جميع محافظات المنطقة، وجميع القطاعات الحكومية والأهلية، على أن تبدأ بمقر الإمارة، لدعم وتعزيز بنوك الدم في مستشفيات الشرقية، وتوفير جميع أنواع فصائل الدم للمصابين في حادثة التفجير الآثمة التي تعرض لها أحد مساجد بلدة القديح. وفي الرياض، تقدم وزير التعليم الدكتور عزام الدخيّل، مساء أول من أمس حملة للتبرع بالدم لمصابي الحادثة. كما أطلق مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر أمس، حملة للتبرع بالدم بعنوان «وطن واحد... دم واحد»، وذلك في إطار المبادرة التي أعلنها وزير التعليم. واستهل العمر تدشين الحملة في مستشفى الملك خالد الجامعي بالتبرع بدمه، تضامناً من الجامعة ومنسوبيها مع مصابي تفجير القديح، موضحًا في تصريح له أن هذه الحملة تأتي انطلاقاً من الواجب الديني والوطني في تعزيز جوانب اللحمة بين أبناء المملكة، والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة لحماية الوطن، ومنع محاولات الأعداء من تفكيك هذه اللحمة.