قتل 70 شخصاً على الاقل وجرح 65 آخرون في هجوم نفذه انتحاري استهدف مباراة للكرة الطائرة في منطقة لاكي ماروات في اقليم بانو (شمال غرب). وأوضح محمد ايوب خان قائد الشرطة في بانو ان الانتحاري فجّر سيارة مفخخة بين حشد من القرويين تجمعوا لمشاهدة المباراة بين فريقي القرية، مع العلم ان الجيش الباكستاني شن حملة على المتشددين في بانو نهاية العام الماضي، قبل ان يعلن تطهير معاقلهم، من دون ان يمنع ذلك استمرار الهجمات. وفي كويتا في اقليم بلوشستان (جنوب غرب)، هاجم مسلحون شاحنتي صهريج لدى نقلهما وقوداً الى قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان، من دون ان تتوافر معلومات عن سقوط ضحايا. واعتبر هذا الهجوم الثاني من نوعه خلال اسبوع في بلوشستان بعد مقتل سائق شاحنة صهريج ومساعده الاربعاء الماضي. من جهة ثانية، توعد مسؤولون اميركيون بالثأر من حركة «طالبان» بعد مقتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في هجوم انتحاري تبنته الحركة، استهدف قاعدة «تشابمان» في ولاية خوست الأفغانية المحاذية للحدود مع باكستان، واعتبر الضربة الأقسى للوكالة لجهة عدد القتلى، منذ تفجير السفارة الأميركية في بيروت العام 1983، حين سقط 8 عملاء ل «سي آي أي». وقال مسؤول أميركي كبير رفض كشف اسمه: «سننتقم لعملائنا القتلى عبر تنفيذ عمليات مكافحة إرهاب جريئة وناجحة»، مع العلم ان مسؤولاً سابقاً في «سي آي أي» ابلغ شبكة «سي أن أن» ان بين الذين سقطوا في الهجوم قتيلين وستة جرحى يعملون لحساب شركة «اكس أي» الأمنية التي عرفت سابقاً باسم «بلاك ووتر» وأوقفت عن العمل في العراق، ما يثبت مزاعم عن تعاون «سي آي أي» مع الشركة الأمنية في تنفيذ عمليات سرية. ولم تكشف «سي آي أي» اسماء القتلى التي تبقى سرية حتى بعد وفاتهم. ووجه الهجوم الانتحاري ضربة موجعة للوكالة التي تتكثف مشاركتها على جبهات الحروب الاميركية، باعتباره اظهر نجاح «طالبان» في اختراق الوكالة، ما يشكل تطوراً جديداً في هجمات الحركة التي أسفرت عن مقتل 500 جندي أجنبي في افغانستان العام الماضي. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين سابقين وحاليين في «سي آي أي» قولهم إن «الانتحاري ادخل الى القاعدة بصفته مخبراً محتملاً للإدلاء بمعلومات عن مجموعة متمردي سراج الدين حقاني في اطار حملة واسعة تنفذها الوكالة ضدهم حالياً، ما مكنه من تفادي عمليات التفتيش الصارمة». ويملك حقاني المتحالف مع «طالبان» نفوذاً واسعاً في جنوب شرق أفغانستان وفي مناطق القبائل الباكستانية، وهو نجل جلال الدين حقاني، أحد قادة المجاهدين ابان الغزو السوفياتي في سبعينات القرن الماضي. وفي اطار الغارات الجوية التي تشنها طائرات استطلاع تستخدمها «سي آي أي» ضد اهداف في مناطق القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع افغانستان، اسفرت ضربة جوية في ميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان أمس، عن مقتل ثلاثة متشددين مزعومين لم تكشف هوياتهم، مع العلم ان انصار حقاني ينشطون في الاقليم الى جانب مسلحي «طالبان» وتنظيم «القاعدة». وقتل خمسة مسلحين في غارة اخرى استهدفت مخبأ في الاقليم ذاته اول من امس.