احتفلت الجماهير الرياضية السعودية بتركيب مقاعد الجماهير في بقية ملاعبها الثلاثة التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب. ونسينا أيام "الصبّات" الخرسانية إلى غير رجعة، بل نسينا من المسؤول عن تأخير تركيب مقاعد مدرجات الملاعب الرئيسية الثلاث، لبلد تأهّل لكأس العالم أربع مرّات، وكاد أن يفعل الخامسة. ونسي الجمهور الطيّب أنّه كان يدفع تذاكر لحضور مباريات بالجلوس على "صبّيات" الأسمنت، الخالية من كل ما له علاقة بالسلامة والنظام، بل بالاستخدام البشري. كل ما ذكر آنفاً، نسيه الناس، ليس فقط لأنّهم طيبون، ولكن أيضاً لأنّه ليس لهم خيار ولا قرار. الآن وقد تم تركيب المقاعد، هل تم ترقيمها بأرقام وأحرف ليتم استخدامها الاستخدام الأمثل؟! هل يوجد على كل تذكرة من التذاكر، رقم المقعد المرغوب الجلوس به أم ما زلنا نتّبع نظام "شختك بختك"؟ ما الذي يمنع وجود أرقام على المقاعد تطابقها أرقام على التذاكر، ليجلس المرء في المقعد الذي يريد؟ أليس هذا مطلباً مهماً أيضاً للضبط الأمني في الملاعب؟! أليس رجال الأمن في حاجة لتحديد مقعد معيّن خلال اللقاء، لتنفيذ ضبط أمني معيّن؟ في البلدان التي من المفترض أن تكون سبقتنا في هذا المجال منذ ما يقارب المئة عام، يستطيع المرء أن يشتري بطاقة لمقعده المفضّل لموسم كامل، بينما نحن ما زلنا لم نقرن رقم المقاعد أصلاً بالتذاكر؟! في تلك البلدان، يستطيع المرء أن يرى خريطة المقاعد وأقسامها عن طريق شبكة الإنترنت، على موقع الشركة المتخصصة في مجال بيع التذاكر، ويمكنه حجز المقعد، وشراء التذكرة أيضاً عن طريق شبكة الإنترنت، السؤال: هل يمكننا تطبيق ذلك بعد 20 سنة من الآن أم أقل قليلاً؟! قد يعتبر القارئ الكريم أنني أسخر في كلامي أعلاه، ولكن التجارب تثبت أننا نستغرق سنين طويلة جداً لنقوم بما يعد من أبسط الإجراءات التي من شأنها إثراء الحضور الجماهيري، وبالتالي إثراء الساحة الرياضية. أتمنّى أن أكون متشائماً في طرحي، أو بالأصح، أتمنّى أن أكون مبالغاً في تخميني، وأن يخيب ظنّي، وأن يتم تطبيق ما سبقنا به الآخرون خلال العام المقبل أو الذي يليه كحد أقصى، بخاصة أن السواد الأعظم من جماهيرنا الرياضية، بدأ يجيد التعامل مع كل ما يتم طرحه من أفكار جديدة ومتحضرة في معظم المجالات. وعلى فكرة! المسألة فيها "فلوس"، بل وفيها ضبط أمني جبّار! وليست فقط فلسفة كاتب مزعج! فالآن ركبنا الكراسي، طيّب... وماذا بعد؟! [email protected]