صعّد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، حدّة لهجته في شأن المفاوضات النووية، في وقت اعتبر الرئيس حسن روحاني أن نتائج المفاوضات المرتقبة في نهاية حزيران (يونيو) المقبل «ستكون مصدر فخر للشعب الذي سيُلحق هزيمة نهائية بمخطط تخويف العالم من بلده، ويؤكد حبه للسلام وتمسكه بإرسائه في كل ربوع العالم، في مقابل حرصه على مواجهة أي اعتداء». وقال خامنئي أمام طلاب جامعة الإمام الحسين التابعة ل «الحرس الثوري» في حضور قادة عسكريين بارزين: «لن نسمح أبداً بأي تفتيش للمراكز العسكرية وكذلك التحدث إلى علمائنا النوويين وسائر مسؤولي الفروع الحساسة والإساءة إلى مكانتهم عبر استجوابهم»، مضيفاً أن «بقية الدول تخفي حتى هوية علمائها النوويين»، علماً أن علماء نوويين إيرانيين اغتيلوا بين عامي 2010 و2012 في اعتداءات بطهران. واتهمت إيران حينها أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بتدبير هذه الاعتداءات. ورأى المرشد أن إيران تواجه «ممارسات الغطرسة والمطالب المبالغ بها التي يطرحها الغرب في المفاوضات النووية»، مشيراً إلى أن «الأعداء يتحدثون بمنطق الغطرسة لأنهم لم يعرفوا حتى الآن أن شعب إيران ومسؤوليه لن يستسلموا لهذا المنطق». مصادر ديبلوماسية علقت على التصعيد في خطاب المرشد بالقول إن «مرحلة كتابة الاتفاق النووي تمتاز بحساسية شديدة، فيما يحاول كل طرف الضغط على الآخر للحصول على مزيد من الامتيازات». وكان مدير هيئة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي ذكر بعد الجولة الأخيرة للمفاوضات النووية في فيينا الأسبوع الماضي، أن الأميركيين تنصلوا من تفاهمات جرى التوصل إليها خلال جولة لوزان في 2 نيسان (أبريل) الماضي، إذ طالبوا بوضع مجلس الأمن آلية خاصة تتعدى إطار البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي من أجل تفتيش منشآت البرنامج النووي الإيراني والمواقع العسكرية المشبوهة، إضافة إلى مقابلة علماء يعملون في البرنامج. ويسمح البروتوكول الإضافي لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول المواقع النووية بلا تراخيص مسبقة. ويُطالب الغربيون بأن توضح طهران «البعد العسكري المحتمل» لأعمال نفذتها لاقتناء سلاح ذري قبل 2003، وفق الوكالة الدولية، التي اعتبرت أن أجوبة الجمهورية الإسلامية التي تدحض هذه الأعمال «غير كافية حتى الآن». وفي موقف لافت، حذر المرشد من مغبة نشوب «حرب بالوكالة قرب حدود إيران»، داعياً عناصر «الحرس الثوري» والقوات المسلحة إلى التيقظ، محذراً من أن أي تحرك معادٍ سيستدعي رداً قاسياً جداً من إيران». وأكد أن الشعب الإيراني «يتحرك بأمل مترسخ في مسار الأفق المشرق وتحقيق الأهداف السامية الذي سيترافق بالتأكيد مع دفع أثمان. وعلى مر التاريخ حصلت شعوب على أوسمة الجدارة لعدم ركوعها أمام التحديات، وتحصنها بعزم واقتدار وطني أمام أي عدوان عنيف».