أنقذ صيادو سمك اندونيسيون 433 مهاجراً تخلى عنهم المهربون في بحر اندامان، بالتزامن مع تبديل بلادهم على غرار ماليزيا موقفهما من إبعاد مراكب المهاجرين البنغال وأقلية الروهينغا في ميانمار الهاربين من البؤس والاضطهاد، والذي شمل حوالى 3 آلاف لاجئ في الايام الأخيرة التي اعقبت قطع تايلاند طرق بحرية يسلكها مهربو البشر. ورحبت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بما تعهدت به ماليزيا وإندونيسيا، وحضّت على اتخاذ مزيد من الخطوات بينها استكشاف الأسباب الجذرية للنزوح الجماعي، وتحديد من يحتاجون إلى حماية دولية. وفي اختتام محادثات في كوالامبور جمعت وزير الخارجية الماليزي انيفة آمان مع نظيريه الاندونيسي ريتنو مرسودي والتايلاندي تاناساك باتيمابراغورن، قال آمان: «لن تحصل بعد الآن عمليات جر مراكب، وإبعادها، واتفقنا مع جاكرتا على تقديم ملجأ موقت للمهاجرين شرط ان تعمل الأسرة الدولية لإعادة نقلهم أو إعادتهم الى بلادهم خلال السنة الحالية». أما وزير الخارجية التايلاندي فأعلن عدم الانضمام الى اقتراح جاكرتاوكوالالمبور، في انتظار التشاور مع حكومته. وكانت تايلاند قررت التحرك ضد شبكات تهريب المهاجرين، بعد العثور على مقابر جماعية في مخيمات لعبورهم، ما أرغم المهربين على البحث عن طرق جديدة يسلكونها. وباتت الزوارق المحملة بمهاجرين تصل قبالة سواحل ماليزياواندونيسيا بعد الإبحار لأسابيع في ظروف مروعة تشهد تخلي المهربين عن المهاجرين وتركهم في عرض البحر بلا ماء، ما يجعل خيارهم الوحيد انتظار اغاثة لا تأتي غالباً او إلقاء انفسهم في البحر لمحاولة بلوغ السواحل سباحة. وتقول ماليزيا إن «حوالى 7 آلاف مهاجر ما زالوا تائهين في البحر»، فيما ارتفع الى 1800 عدد المهاجرين غير الشرعيين في اندونيسيا. وروى تيكو ادروس، أحد صيادي السمك الاندونيسيين الذين انقذوا مهاجرين: «كانوا في غاية الضعف والعديد منهم مرضى. ابلغوني ان بعض اصدقائهم قضواً جوعاً». ورغم ان ميانمار رفضت المشاركة في القمة الاقليمية لبحث مشكلة المهاجرين المقررة في بانكوك في 29 الشهر الجاري، أبدت أخيراً استعدادات أفضل، إذ أكدت أمس انها «تفهم القلق الدولي» حول مصير الروهينجا، وعرضت تقديم «مساعدة انسانية لجميع الذين عانوا في البحر». وأول من أمس، تناول البابا فرنسيس للمرة الأولى مسألة مصير اقلية الروهينجا «المساكين الذين يطردون من ديارهم مثل المسيحيين والايزيديين، ضحايا اضطهاد تنظيم «داعش» في العراق وسورية. وقال البابا خلال قداس في الفاتيكان: «لدى مغادرة الروهينجا أراضيهم هرباً من الاضطهاد لم يعرفوا ماذا سيحصل لهم. وهم منذ اشهر على متن سفن هناك. يصلون الى مدينة فيعطونهم بعض الماء والطعام ويقولون لهم: ارحلوا من هنا».