طهران، باريس - أ ب، رويترز، أ ف ب - حذر المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني ايجائي قادة المعارضة أمس، من انهم سيُحاكَمون، إذا لم يدينوا التظاهرات التي نظمها الإصلاحيون خلال إحياء ذكرى عاشوراء الأحد الماضي. ونقلت صحيفة حكومية عن ايجائي قوله ان قادة المعارضة قد يُتهمون بدعم اشخاص تحدّوا الله، بتظاهرهم ضد الحكومة خلال مراسم عاشوراء. وأضاف ان هؤلاء القادة قد يواجِهون اتهامات ب «دعم مرتدين»، مشيراً الى ان «الاتهام بدعم مرتدين ومن تحدوا الله، ستُضاف الى الاتهامات السابقة الموجهة اليهم». وكان النائب المحافظ حسن نوروزي نقل عن ايجائي قوله خلال جلسة مغلقة لمجلس الشورى (البرلمان) الأربعاء الماضي، ان «مير حسين موسوي ومهدي كروبي وقادة آخرين للفتنة، باتوا مُلاحقين قضائياً». واستنكر القضاء الإيراني «انتهاك حرمة عاشوراء»، داعياً في بيان «النخب الى الابتعاد بسرعة عن خندق اعداء النظام، وإلا ستكون شريكة في الجرائم التي ارتكبوها». وأكد البيان ان «السلطة القضائية ستتابع بحزم وبعيداً من أي اعتبارات سياسية، كل الملفات الخاصة بالمسيئين للمصالح القومية والنظام الإسلامي». وكان حسين نجل مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، نفى نبأً اوردته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) حول «فرار» والده وزعيم المعارضة مير حسين موسوي من طهران، متوجّهين الى «شمال ايران بعدما لاحظا تصاعد غضب الشعب الذي يطالب بمعاقبتهما». وقال ان والده وموسوي لا يزالان في منزليهما بطهران و «يسعيان وراء مطالب الشعب»، مضيفاً ان «تقرير إرنا لا اساس له». اما تاغي شقيق حسين فأكد ان «الأشخاص الذين يجب أن يفروا هم الملطخة أيديهم بدم الشعب الإيراني»، معرباً عن «الأسف لأن وكالة الأنباء الحكومية تشيع أنباءً كاذبة مثل الحكومة». وأفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن كثراً من المُعتقلين خلال احتجاجات الأحد الدامي، ويُعدّون بالمئات، قد يُحاكمون بتهمة الردة، وعقوبتها الإعدام في القانون الإيراني، وبمحاولة إسقاط النظام والتحريض على الاضطرابات. اما إبراهيم رئيسي نائب رئيس القضاء، فقال ان المحتجين الذين اعتُقلوا الأحد الماضي سيُتهمون بانتهاك النظام العام وبأنهم «محاربون»، أي أعداء الله. ونشرت الشرطة الإيرانية على موقعها الإلكتروني صور مئة متظاهر خلال احتجاجات عاشوراء، داعية المواطنين الى المساعدة في التعرّف إليهم. ولليوم الثاني على التوالي، نظم انصار للحكومة تظاهرات مرتدين أكفاناً، في اشارة الى استعدادهم للاستشهاد دفاعاً عن النظام. وأفادت الإذاعة الإيرانية بأن مئات منهم نظموا مسيرة امام مكاتب المرشد علي خامنئي جنوبطهران. جاء ذلك في وقت نشرت منظمة مجهولة تحذيراً على موقع إلكتروني، أكد إعداد انتحاريين في مدينة قم للاقتصاص من قادة المعارضة. وجاء في بيان المنظمة: «نمنح مسؤولي القضاء 7 أيام لإنهاء هذه الفتنة. بعد ذلك، سنعاقب قادة المشاغبين في أي مكان وفي أي ظرف». في غضون ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني الأحداث الجارية في ايران «امتحاناً إيجابياً لأنه يأتي في اطار الحفاظ على الروح الثورية للبلاد، والشعب تجاوز هذا الامتحان بامتياز». وقال ان «الحضور الشعبي وجّه ضربة الى كل محاولات الأعداء لإضعاف ايران»، داعياً «الشباب الى الحذر واليقظة من مؤامرات اميركا والغرب». وأضاف: «لا شيء أهم من تعزيز الاستقرار والأمن والأخوّة بين التيارات السياسية في البلاد، والأعمال الاستفزازية بهدف إثارة الخلافات، هي بمثابة خيانة».