البعض قد يفضل فيلماً سيكولوجياً عن رجل عصابات، حُقق «على النمط الأميركي» ومن هذا العنصر الأخير اتخذ اهمية بالنسبة الى هذا البعض. والبعض الآخر قد يفضّل فيلماً «سوريالياً» حققه عميد السينما الفرنسية وهو في التسعين من عمره. وثمة من قد يفضل فيلماً مستقلاً «مصرياً»، أو فيلماً آخر يأتي من مصر ليسجل، بحسب القول الصحافي، وصول مخرجه الى عالم السينما التجارية من دون ان يكون مسفاً... فللناس في ما يعشقون مذاهب. وفي الأفلام عادة، من العناصر ما يكفي لكل أنواع التفضيلات. ومن هنا قد تمتلئ لوائح نهاية هذا العام ل «افضل الأفلام» بأسماء افلام مثل «نبي» لجان أوديار أو «العشب المجنون» لآلان رينييه، أو «هليوبوليس»» لأحمد عبدالله، أو «احكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله. وقد تضم اللوائح عشرات الأفلام الأخرى التي قد لا يكون احد غير ذاكريها، شاهدها أو حتى سمع بها. هي، في نهاية الأمر، لعبة... ولعبة شديدة الذاتية، ولا سيما في زمن لم تعد فيه للنقد قواعد أو أسس، أو حتى أطر تجميعية. ولأن عام 2009 انتهى، ولأن على الواحد منا ان يخوض اللعبة، مؤمناً بجدواها أو غير مؤمن... ها هي هذه العجالة تحاول المشاركة، ذاكرة عشرة أفلام هي الأفضل طوال العام - بالنسبة الى كاتب هذه السطور طبعاً، وهنا والآن، بالتحديد، إذ لو طرح السؤال قبل شهر لكانت اختلفت الإجابات أو الترتيب، وكان الشيء نفسه سيحدث لو طُرح السؤال بعد شهر أو أكثر-. إذاً هي افلام تخطر في البال، وتقفز، لمئات الأسباب ربما، من لوائح تضم نحو مئة فيلم يمكن ان تحظى بدرجة تتراوح بين «مقبول» و «متميز» وصولاً الى درجة «استثنائي» و «يشكل حدثاً في تاريخ الفن السابع». المؤسف أن أياً من أفلام هذا العام لا يستحق هذه الدرجة السامية... من هنا نقرّ، بتواضع، بأن اختياراتنا العشرة تنتمي تدريجاً الى مستويات تتراوح بين «استثنائي» و «جيد جداً». في المقام الأول نضع الفيلم الذي لم يكن متوقعاً، لكنه تمكن من البروز في مهرجان «كان»، ليحصد «السعفة الذهبية». هو فيلم «الرباط الأبيض» للنمسوي ميكائيل هانيكي. صوّره في ألمانيا جاعلاً احداثه تحصل عشية الحرب العالمية الأولى، ليقول عبر صورة رائعة بالأسود والأبيض، وتمثيل استثنائي لمجموعة «مجهولين» ألمان، ان النازية لم تولد ولادة «سياسية» بسبب الذل الألماني بعد انتهاء الحرب، بل ولدت قبل ذلك، في التربية المتزمتة للريف الألماني الشمالي، حيث القيم التربوية البروتستانتية أوجدت كل أولئك الوحوش الصغار، الذين خاضوا لهتلر معاركه، ومذابحه وحولوا ألمانيا- وطن العقلانية بامتياز- الى وطن الوحش النازي. من الحرب العالمية الأولى وما حدث عشيتها، ينقلنا فيلم كوينتن تارانتينو الجديد - والذي عرض بدوره في «كان» - «أوغاد سيئو السمعة»، الى الحرب العالمية الثانية. في هذا الفيلم، ومن دون غوص مفرط في المشاهد القتالية، كما من دون غوص بليد في التفسير الإيديولوجي، تصوّر تارانتينو فيلماً تدور أحداثه في فرنسا، عبر فصول بدا كل منها مشغولاً «على طريقة... فلان»، بمعنى انه - اي الفيلم - استوعب أنواعاً سينمائية عدة، ولحظات سينمائية لا تُنسى من أفلام لمعلمين اعترف ب «ابوتهم» له، من سيرجيو ليوني، إلى فرانسوا تروفو، وصولاً الى روبرت آلدريتش، ليقول كل شيء عن الحرب، من دون ان يقول الحرب، وليتخيل - ضمن إطار اسلوب يسمى «التاريخ الموازي» - خطة نجحت لاغتيال هتلر في... صالة سينمائية باريسية خلال الأشهر الأخيرة للحرب. نعرف ان هذا لم يحصل (هل يحصل فعلاً كل ما تقدمه لنا السينما من حكايات على مدى تاريخها؟)، لكنه موجود هنا في الفيلم، في هذا العمل السينمائي المجنون والقاسي، والذي هو في نهاية الأمر فيلم عن السينما اكثر مما هو فيلم عن الحرب والتاريخ. بهذا جعل تارانتينو للسينما وظيفة جديدة... وكأننا نقول انه اعاد اختراع السينما من جديد. فهل تراه فعل في كل سينماه حتى الآن غير هذا؟ في المقابل، وبعد صدمته العام الفائت في «كان» إذ لم يفز فيلمه «التبادل» بأية جائزة على رغم كل الآمال التي كانت معلقة عليه، قرر كلينت ايستوود عام 2009، ألا يعرض جديده في اي مهرجان أوروبي، بل في الصالات مباشرة... وحسناً فعل! إذ ان هذا الفيلم جابه، في الحقيقة «لجنة التحكيم الحقيقية»، اي الجمهور، الممول الحقيقي والوحيد للأفلام الكبرى. وفيلم إيستوود لعام 2009 «غران تورينو» بدا فيلماً كبيراً. بل أكثر من هذا: فيلم سيرة ذاتية مواربة لإيستوود نفسه في أدواره على مدى ما يقارب نصف قرن، اي في تحولاته على الشاشة من أقصى اليمين الفاشي الكاره للآخر، الى أعلى درجات السمو الإنساني، اي الى افتداء الآخرين كما السيد المسيح. يبدأ «غران تورينو» مع ايستوود الثمانيني، المتجهم والذي يعيش شيخوخته وانفراط عائلته بحزن وكآبة، ناظراً بعين الغضب الى اولئك الآسيويين الذين صاروا جيرانه، وينتهي الفيلم مع ايستوود نفسه، وقد صار شيئاً آخر تماماً. حكاية رائعة يحملها هذا الفيلم، لكن الأروع منها انها - تحت سطوة تمثيل ايستوود وإخراجه - اتت كأنها، كما قلنا، حكاية ايستوود، بل نكاد نقول حكاية هوليوود نفسها في تحولاتها من معقل للفكر المحافظ والرجعي، الى ميدان لكل ما هو إنساني، ومتقدم. «غران تورينو» فيلم تجب قراءته على ضوء هذا البعد، حتى نُدرك قوته وتأثيره. عودة وودي إلى نيويورك خارج المهرجانات ايضاً، قدم وودي آلن، هذا العام فيلمه الجديد «كله... ماشي!» هذا الفيلم الطريف والصادق، الذي يبدو منذ لقطاته الأولى أن آلن كتبه ليمثله بنفسه وليروي فيه تقريباً خيالاته، وقد أضحى في أرذل العمر، تجاه فاتنة ملهمة له، قد تكون سكارليت جوهانسون، التي لم تلعب دور البطولة في الفيلم مع انه يبدو وكأنه كُتب لها حرفياً! هو فيلم عن الحب، عن الجنس، عن الشيخوخة، عن تحولات الإنسان... وأكثر من هذا هو فيلم عاد فيه وودي آلن الى نيويوركه وروحيتها، بعد جولات أوروبية، قادته الى الحكايات والحبكات. هنا في «كله... ماشي!» نعود الى عوالم «آني هال» و «مانهاتن»، اي الى بدايات وودي آلن في نيويورك، وإلى السياق الذي لا حدث فيه... بل يمتلئ بالحوارات الذكية والمواقف العميقة. فيلم لوودي آلن عن وودي آلن... أثلج بالتأكيد صدر كل أولئك الذين كان يخيل إليهم ان فنانهم السبعيني وأكثر... انتهى، ليس لمصلحة ما هو أردأ من سياق عمله المعتاد خلال العقود الأخيرة، بل لمصلحة آلن مختلف، كاد يبدو، مثلاً، في سابقه فيكي كريستينا برشلونة» نسخة منقحة من... بيدرو ألمودوفار. ألمودوفار، على أية حال، حاضر بدوره هذا العام من خلال فيلمه الجديد «عناقات محطمة»... فيلم إسباني مضيء ومشمس. فيلم عن السينما. عن المرأة. عن الحب. في اختصار «عناقات محطمة» فيلم يبدو فيه ألمودوفار وكأنه يردّ التحية الى زميله وودي آلن. ففي العام الفائت، وكما أشرنا، بدا فيلم وودي آلن «فيكي كريستينا...»، حتى في الممثلين والتفاصيل وأجواء برشلونة وشمس إسبانيا، وكأنه فيلم من إخراج ألمودوفار. هذا العام بدا «عناقات محطمة» وكأنه فيلم من إخراج وودي آلن. ومع هذا، كما ان «غران تورينو» بدا أشبه بسيرة ذاتية لإيستوود، و «كلّه... ماشي!» سيرة ذاتية ما، لوودي آلن، ثمة في «عناقات محطمة» عناصر كثيرة تجعله يبدو وكأنه سيرة ذاتية مواربة لألمودوفار. لكن الذي تتوجب ملاحظته هنا، هو انه في الوقت الذي حمّل فيه ايستوود وآلن شخصيتي فيلميهما الرئيستين عبء التعبير عن جزء من سيرة كل منهما، وزّع ألمودوفار «سيرته» على شخصيات عدة في الفيلم: من المخرج الذي يفقد بصره الى بنيلوبي كروز، النجمة التي تعيش أزمتها، الى مساعدة المخرج التي تدير اللعبة بحذق وتتلاعب بالآخرين. مجدداً لا بد من التأكيد: لأنه فيلم عن ألمودوفار، هو فيلم عن السينما وعن الحياة. ترى افلم يقل ألمودوفار دائماً - نقلاً عن فرانسوا تروفو - ان من يحب السينما يحب الحياة، مؤكداً في الوقت نفسه ان من يصور السينما الحقيقية هو كمن يصور الحياة الحقيقية؟ هذه الحياة الحقيقية عبثاً نبحث عنها في الفيلم التالي «عدو المسيح» للارس فون تراير، الذي فاز في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» بجائزة افضل ممثلة (شارلوت غينسبورو). لن نجد في هذا الفيلم الحياة الحقيقية، لكننا - وكعادتنا مع سينما فون تراير - يمكننا ان نجد السينما الحقيقية: السينما إذ تنهل من كل شيء: من العواطف السلبية والإيجابية. من الأساطير. من العنف. من الغرابة. من الألم والحزن واليأس على خطى اسطورة ولوحات «المتسولين الثلاثة» التي تعود الى العصور الوسطى. يقيناً ان «عدو المسيح» كان من شأنه ان يحتل الموقع الأول لو ان كم العنف والإباحية كان، فيه، أقل. لو ان لارس فون تراير حققه بأقل قدر ممكن من الاستفزاز. فالواقع ان ما أثار نفوراً شبه عام، ومبكراً، إزاء هذا الفيلم - وقبل اكتشاف قوته ومزاياه في شكل تدريجي - إنما كان كل تلك الزوائد المجانية، التي أفقدت الفيلم، في لحظات كثيرة، عمقه واتساقه. أما ما عدا هذا، ففيلم أخاذ صوّر فيه المخرج الدنماركي المشاكس ألم زوجين وحزنهما ويأسهما وتدميرهما بعضهما بعضاً، إثر فقدان طفلهما، بسبب غلطة... إنسانية! وهنا لا بد من كلمة: إن المتفرجين الذين ظلوا واقفين عند عتبة هذا الفيلم عاجزين عن دخوله، وربما لافتقارهم الى معلومات تتعلق بالأسطورة الأساسية التي استند إليها، سيستعيدون علاقتهم به، على الأرجح، حين يشاهدون فيلم فون تراير المقبل (عام 2011) والذي ينطلق، هو الآخر، إنما في حبكة حديثة، من أسطورة قرون وسطية أخرى ترتبط بلوحة «الكآبة» لألبريخت درور. فلسطين فلسطين إيليا سليمان، لم يكن في حاجة الى أسطورة قرون وسطية كي يستكمل في فيلمه الجديد «الزمن الباقي» ثلاثيته الفلسطينية، التي كان بدأها مع «سجل اختفاء» وواصلها مع «يد إلهية». لم يحقق «الزمن الباقي» في عرضه في «كان» جائزة كتلك «الكانية» التي حققها سابقه «يد إلهية» عام 2002، لكنه حقق نجاحات أخرى كثيرة، وتمكن من الوصول في شكل أسرع وأفضل الى الجمهور العربي، الذي كانت أفلام سليمان تبدو، الى حد ما، عصية عليه. وربما لأن سليمان، الذي بدا في أفلامه السابقة منشغلاً بذاته وسينماه و «فلسطينه» الخاصة خرج في عمله الجديد الى عالم الآخرين، اهله، حرب 1948، الجيران، ليس كإكسسوار فقط. خرج الى موت أبيه وإلى موت أمه. خرج الى الطفل الذي كانه في المدرسة الابتدائية التي علمته الأناشيد الممجدة لدولة إسرائيل... وخرج أيضاً، حتى الى حواره الصامت والعميق مع أمه في سنواتها الأخيرة. من هنا كان من الطبيعي ل «الزمن الباقي» ان يفرض نفسه واحداً من افضل الأفلام الفلسطينية، بل العربية، للعام الذي ينقضي. ربما يصعب قول هذا، عن الفيلم الفلسطيني الآخر، الذي ظهر هذا العام: «امريكا» لشيرين دعيبس، الذي لم يتوقف عن إثارة الجدل والإعجاب منذ عرضه للمرة الأولى في مهرجان «ساندانس» الأميركي للسينما المستقلة، وصولاً الى حضوره وجوائزه في مهرجانات عربية عدة، مروراً ببروزه اللافت في «أسبوعي المخرجين» في «كان». ف «امريكا» فيلم قوي ومؤثر، لا أكثر ولا أقل. فهو لا يجدد في السينما كما «الزمن الباقي»، لكنه لا ينظر - في الوقت نفسه - الى الوراء كما تفعل افلام فلسطينية عدة. صحيح انه فيلم عن فلسطين... لكنه ايضاً، وخصوصاً، فيلم عن الحياة كما هي. فيلم عن العنصرية. عن الآخر. عن الذين لم يعودوا من هنا ولا من هناك... ثم قبل هذا كله هو فيلم عن اميركا... عن ذلك العالم الفسيح، الذي تقرر انت فيه من تريد ان تكون، حتى وإن كانت الصورة الظاهرة تقول انه هو الذي يفرض عليك من تكون. هذه المرة نحن مع فيلم شيرين دعيبس، امام فيلم عن القدرة على خلق فلسطين في اي مكان آخر... غير فلسطين. أتراه اعتراف بالهزيمة؟ إشارة الى النهاية؟ ربما، لكنه اعتراف، قبل اي شيء آخر بأن «على الأرض ما يستحق الحياة»! على الأرض ما يستحق الحياة هو ايضاً ذلك الاكتشاف الذي تحققه لوتي فيربيك بطلة الفيلم الهولندي «لا شيء شخصياً» التي، إذ عرض فيلمها هذا في المسابقة الرسمية لمهرجان «مراكش» السينمائي الدولي - خاتمة المهرجانات الكبرى لهذا العام - حققت ما كان قد بدا بديهياً منذ عرض الفيلم: الفوز بجائزة افضل ممثلة. فالحقيقة ان هذا الفيلم مؤسس على وجودها فيه. هي بطلته وسيدته والنور الذي يغمره متصاعد القوة بالتدريج - وهذا ما كان يمكن قوله على اية حال عن نسرين فاعور، بطلة فيلم شيرين دعيبس السابق الذكر -. فهذه الفتاة، بطلة «لا شيء شخصياً»، إذ ينطلق الفيلم مع انطلاقتها الغاضبة الجريح، في رحلة الى اللامكان وإلى اي مكان، حاملة على ظهرها كل ما تملك مجابهةً لؤم البشر هاربةً منهم، تعود لتكتشف الحياة في منطقة إرلندية بحرية نائية (جزيرة منقطعة عن العالم) في رفقة رجل كهل تصل الى بيته الضائع صدفة، ثم تتعلم كيف تقبله ثم تحبه، مكتشفة من طريقه الحياة وما يستحق العيش فيها... الحياة ولو في جزيرة، ولو مع كهل. وربما يصح القول اخيراً اننا، في هذا العام، وعلى رغم وجود أفلام عدة بدت من لدن مبدعين، أشبه بسير ذاتية لهم، افتقدنا الزخم الذي كان خلال السنوات المنصرمة لأفلام السيرة، اي للأفلام التي تتناول حياة، أو جزءاً من حياة مشاهير زمننا أو الأزمان السابقة. ومع هذا، لم يخل الأمر من عمل من هنا وعمل من هناك، اتى ليذكرنا بأن السينما هي - ايضاً - ميدان لرواية تواريخ الأفراد الحقيقيين. ولعل من افضل ما عرض في هذا السياق، خلال العام، فيلم «غرفة ونصف» للسينمائي الروسي المخضرم اندريه خجانوفسكي. فهذا المخرج الذي يعتبر منذ عقود واحداً من أبرز صانعي افلام الرسوم المتحركة في روسيا، حين اختار ان يخوض تجربة الفيلم «الروائي» الطويل للمرة الأولى، لم يبتعد كثيراً من عالميه الأثيرين: عالم الرسوم المتحركة، وعالم السينما الوثائقية، مع إطلالة أساسية على العالم الروائي المتخيل. وقد ساعده في هذا اختياره ان يحكي في فيلمه رحلة خيالية يقوم بها عائداً الى بلاده الشاعر جوزف برودسكي - صاحب جائزة نوبل للآداب - الذي كان منشقاً ومنفياً الى الخارج بعدما شاكس سلطات بلاده السوفياتية طويلاً في السبعينات في القرن الماضي. كي يروي حكاية عودة برودسكي هذه (التي لم تحصل في الواقع)، لجأ المخرج الى كل تلك الأنواع السينمائية التي يبدع فيها، والطارئة عليه. فقدم عملاً شعرياً مميزاً، يمكن اعتباره، درساً حقيقياً في فن سينما السيرة، من دون ان يبارح الروح الروسية وذلك التوق الوهّاج، للنظر الى جزء من الحياة الثقافية في ليننغراد، كما في موسكو خلال سنوات الستين. وهذا الفيلم الذي عرض على هامش التظاهرات الرسمية في مهرجان «مراكش»، اتى في الحقيقة ليقول، كما حال الأفلام الأخرى التي تحدثنا عنها هنا، كم ان السينما لا تزال في خير، وكم ان انفتاحها على كل الآفاق والإمكانات لا يزال رهاناً حقيقياً...