أعلن القضاء الإيراني أمس، أن محاكمة مراسل صحيفة «واشنطن بوست» في طهران جيسون رضائيان الموقوف منذ 10 أشهر، ستبدأ الثلثاء المقبل لاتهامه ب «التجسس» و «التعامل مع حكومات معادية». وفي 22 تموز (يوليو) 2014، أوقف رضائيان (39 سنة) مع زوجته يغانه صالحي التي كانت تراسل صحيفة «ذي ناشيونال» الإماراتية الناطقة بالإنكليزية وشخصين آخرين يحملان الجنسيتين الأميركية والإيرانية، أحدهما عمِل مصوراً ل «واشنطن بوست». وأُفرج عن صالحي بكفالة، بعد احتجازها شهرين ونصف الشهر. كما أُطلِق الموقوفان الآخران بكفالة. رضائيان الذي وُلد وشبّ في الولاياتالمتحدة، يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، علماً أن طهران لا تعترف بالجنسية الأجنبية. تولى منصب مدير مكتب «واشنطن بوست» في طهران منذ عام 2012، ويُحتجز في سجن إيفين في طهران، لاتهامه ب «التجسس» و «التعامل مع حكومات معادية». وأعلن مسؤول قضائي إيراني أن «رضائيان ومتهمين آخرين كانا برفقته، سيمثلون أمام محكمة الثورة في طهران في 26 أيار (مايو)». وقالت المحامية ليلى إحسان أن رضائيان وزوجته والمصوّر استُدعُوا للمثول أمام القضاء في اليوم ذاته الثلثاء المقبل. وأضافت: «يبدو أن الثلاثة سيمثلون معاً. إذا كان هناك متسع من الوقت، ستبدأ المحاكمة، وإلا ستنطلق التدابير في جلسة أخرى». إحسان التي كانت انتقدت نشر وسائل إعلام إيرانية الاتهامات الموجهة إلى رضائيان، أسِفت لتبلغها خبر محاكمته من وسائل الإعلام، قائلة: «لم أُبلغ، بل علمت النبأ من وسائل الإعلام واتصلت بالمحكمة لأعلم أن الموعد حُدِّد». وأكدت اتهام موكلها بالتجسس، مشيرة إلى أنها لا تعلم هل ستكون المحاكمة مفتوحة. ووصف مارتن بارون، رئيس التحرير التنفيذي ل «واشنطن بوست»، الاتهامات الموجهة إلى رضائيان بأنها «سخيفة وبلا أساس وملفقة». وأردف أن «الاتهامات الجنائية الخطرة التي يواجهها جيسون في المحكمة الثورية الإيرانية، لا تساندها حقيقة واحدة»، معتبراً أن «الإجراءات ضده لم تكن نزيهة وشفافة، عادلة ومفتوحة». وتابع: «لو كانت كذلك، لما تعرّض جيسون إطلاقاً لظروف سجن مروعة وعراقيل لاختيار محام، ولوقت محدود لإعداد الدفاع. على إيران أن تثبت متأخرة، أنها يمكن أن تتصرّف بانفتاح وإنصاف. العالم سيراقبها». في غضون ذلك، كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني دعوته إلى «الحد من التدخلات في الجامعات»، مشدداً على أن «إيران هي ملك لجميع الإيرانيين في العالم». ورفض «التعرض للأفراد خارج إطار القانون»، لافتاً إلى أن «هناك عدداً ضخماً من الطلاب الجامعيين والأساتذة العلماء والمتعلمين الإيرانيين خارج البلاد، وهم مشتاقون إلى دخول البلاد والمشاركة مع المراكز العلمية والأكاديمية». وأشار إلى أن «النخب العلمية تهرب من كل شيء يحدّ من حريتها واستقلالها، في شكل أسرع من هروب الرساميل المادية»، وتابع: «لذلك، تجب تهيئة الظروف لعودة العلماء والأساتذة والمفكرين والطلاب الجامعيين الإيرانيين الموجودين خارج البلاد، ليشاركوا مع المراكز الأكاديمية في الداخل». على صعيد آخر، نفى علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، ومحسن رباني الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية لدى الأرجنتين، تورطهما بتفجير المركز اليهودي في بوينس آريس عام 1994، ما أوقع 85 قتيلاً و300 جريح.