أحكم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم (الثلثاء)، سيطرته على مدينة الرمادي، بعدما اجتاحها وألحق بالحكومة وداعميها الغربيين هزيمة كبيرة، إذ رفع الرايات السود للتنظيم فوق المباني المهمة وحرر سجناء في مسعى لكسب دعم السكان. ووصل مقاتلون شيعة في عربات مدرعة إلى قاعدة قريبة ، بعد سقوط الرمادي أول من أمس، ، استعداداً لشن هجوم مضاد، بهدف استعادة المدينة، التي تقع شمال غربي بغداد. وقال شهود عيان في الرمادي إن عناصر "داعش" أقاموا مواقع دفاعية وزرعوا الألغام الأرضية. ويجري المقاتلون عمليات تفتيش من منزل لآخر، بحثاً عن أفراد الشرطة والقوات المسلحة وقالوا إنهم سيشكلون محاكم تستند إلى الشريعة الإسلامية. وقال شهود إن العلم الأسود لتنظيم "داعش" يرفرف الآن فوق المسجد الرئيس في الرمادي والمكاتب الحكومية وغيرها من المباني البارزة في المدينة. ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الوحدة الوطنية في معركة الدفاع عن العراق. وأكد وزراء عراقيون على الحاجة إلى تدريب وتسليح الشرطة ومقاتلي العشائر. وقال العبادي إن "داعش لا يستطيع الاستمرار بالحفاظ على الأراضي التي يستولي عليها أمام إصرار وعزيمة العراقيين على دحره". وحذر خبراء من خطر مكاسب التنظيم في الرمادي ومحافظة الأنبار على منطقة الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم عمليات الجيش العراقي سعد معن إن "القوات المسلحة تسيطر على مناطق بين الرمادي وقاعدة الحبانية العسكرية، على بعد 30 كيلومترا، حيث ينتظر المقاتلون الشيعة". وذكر أن "قوات الأمن تعزز مواقعها وأقامت ثلاثة خطوط دفاع حول الرمادي، لصد أي محاولة من قبل المقاتلين لشن هجمات أخرى". وأضاف أن "خطوط الدفاع الثلاثة ستصبح منصات انطلاق للهجمات بمجرد تحديد ساعة الصفر لتحرير الرمادي". وذكرت "المنظمة الدولية للهجرة" أن نحو 40 ألف شخص اضطروا للفرار من الرمادي خلال الأيام الأربعة الماضية. وقال مسؤول محلي إن "نحو 500 شخص لقوا حتفهم في القتال، للسيطرة على الرمادي خلال الأيام القليلة الماضية".