بطولة لبنان في كرة القدم للدرجة الثانية "تحت السلاح"، إذ عاشت "يوماً أسود" من خلال الأحداث التي شهدتها مباراة فريقي طرابلس والمودة. ولم يكتب للمباراة أن تبلغ نهايتها، فقد توقفت بعد انتهاء شوطها الأول حيث كان طرابلس متقدماً بهدف، نتيجة اعتداء على الحكم جهاد غريب ومراقب المباراة أيمن معاليقي الذي تعرض للضرب المبرح على أيدي عدد من أنصار المودة الذين اجتاحوا الملعب احتجاجاً على طرد الحكم لاعبين من صفوف فريقهما، ما أدى إلى إصابة الحكم غريب بجروح في وجهه، ونقل المراقب معاليقي إلى المستشفى مصاباً بثلاثة كسور في أضلاعه وجروح في وجهه وفي عينه اليمنى. وطرحت الحادثة تساؤلات حول أمن الملاعب وحماية الحكام والمراقبين، وكذلك لاعبي الأندية وأعضاء اللجان الإدارية من أي اعتداء قد يطاولهم لا سيما في مباريات أندية الدرجات الثانية والثالثة والرابعة، وعن مسؤولية اتحاد كرة القدم في تطبيق قرار منع الجمهور من دخول الملاعب، وغياب القوى الأمنية عن التواجد فيها، ومنع أي مخل أو موتور من التمادي والاعتداء على أي كان، فضلاً عن ارتباط ما حصل بتداعيات انتخابات لجنة منطقة الشمال للعبة التي تضمنت تصفية حسابات، ونتج عنها خصومات قد تنعكس سلباً على الكرة الشمالية وأنديتها. ونفى معاليقي أن يكون أحد من إداريي المودة أو الجمهور شهر سلاحاً حربياً في الملعب، أو هدده بسلاح حربي لافتاً إلى أن الاعتداء كان بالضرب فقط. من جهتها، أصدرت إدارة المودة بياناً أسفت فيه لحادثة الاعتداء معلنة رفضها وحزنها لما جرى (...)، لافتة إلى أن فتح أبواب الملعب أمام الجمهور وعدم تطبيق قرار منع الدخول، وغياب القوى الأمنية وعدم تواجدها في الملعب، دفع "بموتورين ومندسين في صفوف جمهور المودة إلى افتعال هذا الإشكال والاعتداء بالضرب على الحكم ومراقب المباراة". وأكدت أنها سارعت إلى تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات ومعرفة من قام بهذا الاعتداء ومن حاول تشويه صورة الفريق، داعية الاتحاد اللبناني إلى تحديد موقفه حيال دخول الجمهور أو عدمه إلى الملاعب، وعلى تأمين الحماية اللازمة (...)، ونفت أن يكون رئيس النادي خالد كيلاني أو أحد من الإداريين أو من الجهاز الفني، أو من الجمهور قد شهر سلاحاً حربياً أو هدد به أياً من الحكام أو مراقب المباراة. وقرر الاتحاد في جلسته الأخيرة اعتبار المودة خاسراً مباراته أمام طرابلس بهدفين، وشطب 6 نقاط من رصيده العام، وغرّمه مبلغ 10 ملايين ليرة، وأوقف لاعبيه محمد قبوط (سنتين، محاولته قتل الحكم بسلاح حربي) ومحمود الدهن وربيع المصول (سنة)، ورئيسه (سنتين، ضرب الحكم وتهديه بالقتل)، والتوسع في التحقيق توصلاً إلى كشف أسماء المشاركين في الإعتداء. وحمّل الاتحاد المودة مصاريف علاج الحكم والمراقب والتعويض مادياً عن أيام تعطيلهما، ونقل مباريات الفريق المقررة على أرضه ضمن الدوري العام إلى خارج طرابلس...