واشنطن، سيدني، لندن، برلين - رويترز، أ ف ب – اعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان الولاياتالمتحدة ستقاطع مؤتمر الاممالمتحدة حول العنصرية الذي يبدأ اعماله في جنيف اليوم، بسبب استخدام لغة «مثيرة للاعتراض» في الوثيقة الختامية للمؤتمر. وانضمت استراليا وكندا ودول اخرى إلى الولاياتالمتحدة في مقاطعة المؤتمر، مبدية قلقها من أن يجري استغلاله كمنبر للآراء المعادية للسامية. في المقابل، اعلنت بريطانيا مشاركتها في المؤتمر، في حين لم تبت المانيا امس، في مسألة المشاركة، مشيرة الى ان مناقشات لا تزال جارية في هذا الشأن. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية رداً على تصريحات اسرائيلية عن عزم برلين التغيب عن مؤتمر «دوربان 2»: «لا يسعني تاكيد ذلك»، مضيفاً «تجرى محادثات» مع الشركاء الآخرين. وكان نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون اعلن ان المانيا وهولندا ابلغتا اسرائيل «انهما لن تشاركا في مؤتمر جنيف». ونظمت الأممالمتحدة المؤتمر في جنيف للمساعدة في تضميد الجروح بعد الاجتماع السابق الذي عقد في دوربان في جنوب افريقيا عام 2001 وانسحبت منه الولاياتالمتحدة واسرائيل عندما حاولت الدول العربية توصيف الصهيونية بأنها عنصرية. وفي واشنطن، قال روبرت وود الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: «يبدو من المؤكد الآن ان بواعث القلق هذه التي لا تزال قائمة و لن يتم معالجتها في الوثيقة التي سيتبناها المؤتمر. ولذلك فان الولاياتالمتحدة وبكل اسف لن تشارك في المؤتمر». كذلك قال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث في بيان ان بلاده «قررت عدم المشاركة في مؤتمر دربان.» وأضاف «خص إعلان 2001 بالذكر إسرائيل والشرق الأوسط. وعبرت استراليا عن بالغ قلقها إزاء هذا في ذلك الحين.» وزاد: «لا يمكننا للأسف أن نكون على يقين من أن المؤتمر لن يستغل مرة أخرى كمنبر للتعبير عن آراء عدائية بما في ذلك الآراء المعادية للسامية.» واعلنت كندا إنها لن تحضر المؤتمر بسبب مخاوف من تكرار «مهاجمة اسرائيل» كما حدث خلال المؤتمر الماضي. وما زال الاتحاد الأوروبي يجري مداولات. وحذفت أي إشارة إلى اسرائيل والصراع في الشرق الأوسط من مسودة إعلان المؤتمر والتي تضمنت دعوة لمنع «تشويه صورة الأديان» في خطوة مدعومة من الدول العربية بعد الجدل الذي ثار عام 2006 في شأن رسوم دنمركية مسيئة للاسلام، وهو ما تعتبره الدول الغربية طريقة «لقمع حرية التعبير». في لندن، اعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان بلاده «لديها خطوط حمراء، نعتقد انه تم احترامها حالياً وقلنا مراراً إننا نرغب في ان يخلص المؤتمر الى ارادة جماعية في محاربة العنصرية». واضاف «نحن نتابع تطور الامور»، غير ان «رغبتنا لا تزال قائمة بالمشاركة» في المؤتمر. والقت المشاركة المتوقعة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الذي كان وصف محرقة اليهود بأيدي النازيين بأنها «اسطورة» وادلى بتصريحات معادية لاسرائيل، بظلال على المؤتمر. وقال الناطق البريطاني ان لندن تعتبر انه «من غير المقبول ان يحّول مسار (المؤتمر) الى نفي او تحقير للمحرقة». وكانت الإدارة الأميركية حضت في الجلسات التحضيرية لمؤتمر الأممالمتحدة لمكافحة العنصرية، الحكومات الأجنبية على التراجع عن المطالبة بالتعويض على ضحايا الرق، والكف عن «استفراد» إسرائيل وانتقادها في مشروع الإعلان المزمع رفعه خلال المؤتمر. البابا في المقابل، اعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن «امله في ان يعمل المندوبون الموجودون في مؤتمر جنيف معاً في روح من الحوار والتفاهم المتبادل لوضع حد لشتى اشكال العنصرية والتمييز». ووصف البابا مؤتمر «دوربان 2» بأنه «مبادرة مهمة» ضد «ظاهرة مؤسفة». وقال البابا خلال قداس اقامه في مقره الصيفي في كاستل غاندولفو قرب روما امس: «لا بد من التحرك بحزم وفي شكل ملموس على المستويين الوطني والدولي للقضاء على شتى اشكال التمييز والتعصب». واقر اعلان دوربان السابق، بأن «كل الشعوب والافراد يشكلون اسرة واحدة غنية بالتنوع» ما يشكل «تقدماً حضارياً وثقافياً للارث المشترك للبشرية». واضاف البابا: «تؤكد الكنيسة ان الاعتراف بكرامة الانسان وحده» يجب ان يشكل الركيزة التي يقوم عليها مجتمع «يحترم الافراد وحقوقهم الاساسية».