كشف مهاجم الاتحاد والمنتخب السعودي «المعتزل» حمزة ادريس عن بداياته مع كرة القدم، وتحولاته من أحد في المدينةالمنورة الى نادي الاتحاد في جدة، الى جانب عروض أندية الهلال والنصر والشباب والأهلي والوحدة ل «كسب» وده، مشيراً الى أن الهجوم الإعلامي كاد يبعده عن الملاعب الخضراء، وخصوصاً بعد إصابته مع الاتحاد وإهداره لركلة جزاء ل«الأخضر» أمام منتخب اليابان في «أمم آسيا 2000». كما أوضح «البرق» الذي يطلق عليه من أنصار ومحبو الاتحاد، أسباب حصوله على الرقم القياسي في عدد أهداف الدوري ب «33» هدفاً، وعن نصيحة الايطالي دنادوني له، جاء ذلك في حواره ل «الحياة» فإلى نصه: بدايتك كلاعب، كيف كانت؟ - جاءت البدايات في سن باكر في الحي الذي أسكنه فيه في المدينةالمنورة، ونصحني الكثير بالتسجيل في نادي أحد، الذي يعد الأبرز في المدينة في تلك الفترة، وكانت هناك محاولات من محمد جبر لكن لم تنجح تلك المحاولات، حتى قام علي فودة بتسجيلي رسمياً في نادي أحد في فريق فئة الناشئين، إذ أشرف على تدريبي في بداية تسجيلي في عام 1987 المدرب علي دقل، ولم أشارك في أول سنة مع الفريق، وبعد عام صعدت الى فريق الشباب وجلست لأول مرة على مقاعد البدلاء في مباراة أمام فريق العلا في دوري المناطق، بينما جاءت أول مشاركة لي مع فريق أحد الأول أمام فريق الكوكب في الدوري الممتاز في موسم عام 1989، إذ تصادف أول موسم لي بتواجد الفريق في الدرجة الممتازة، وفي ذلك الموسم سجلت أول هدف رسمي لي مع الفريق الأحدي في مرمى النصر في المباراة التي جمعتنا في الرياض، وكان يومها النصر يعيش أفضل مواسمه بتواجد نجومه كافة، أمثال ماجد عبدالله ويوسف خميس ومحيسن الجمعان وحارسه خالد الصبياني، إذ كنا متقدمين بالنتيجة حتى آخر ثلاث دقائق في اللقاء، وعندها نجح النصر في قلب النتيجة والفوز بالمباراة بهدفين مقابل هدف. وماذا عن المنتخبات السعودية؟ - اخترت للانضمام الى صفوف المنتخب السعودي للناشئين الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم بأسكتلندا في عام 1989 والتى حققها المنتخب، وشاركت في بداية المعسكر ثم استبعدت بعد ذلك، كما شاركت مع منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية التي أقيمت في الطائف، وسجلت أول أهدافي الدولية في مرميي المنتخب العماني والمنتخب البحريني، وخلال تلك التصفيات شاهدني مدرب المنتخب الأول في تلك الفترة البرازيلي ايفو، وقام باستدعائي للانضمام للمنتخب الأول، إذ كانت أول مشاركة لي مع المنتخب الأول في دورة الألعاب الآسيوية أمام اليابان، عندما شاركت بديلا لماجد عبدالله، في حين كان أول هدف لي مع المنتخب في شباك البحرين في دورة الخليج في قطر عام 1992. ما أبرز محطاتك مع المنتخب السعودي الأول؟ - لا يمكن أن أنسى التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1994 في أميركا، وتحديداً هدفي في مرمى المنتخب الإيراني في المباراة الآسيوية الحاسمة للتأهل، وكذلك مشاركتي في مونديال أميركا، الذي كان أروع ظهور للكرة السعودية في كأس العالم حتى الآن، كذلك افتخر بتأهل المنتخب السعودي إلى اولمبياد أتلانتا في أميركا عام 1996 إذ قدت الهجوم السعودي في تلك الفترة الذهبية للكرة السعودية. بعد ذلك البروز اللافت، تهافتت الأندية للتعاقد معك وذهبت الى الاتحاد، كيف تصف العروض التى تلقيتها آنذاك؟ - تفاوضت معي أندية الهلال والنصر والأهلي والوحدة والشباب والاتحاد، وحضر الى المدينةالمنورة وفد من الاتحاد في عام 1991 لمفاوضتي على الانتقال الى «العميد» مكون من اللواء محمد بن داخل وخالد العمودي، وقدموا لي مبلغ 50 ألف ريال في ذلك العام، وكان هناك توقيع مبدئي على الانتقال، وكان لشقيقي بكر دور كبير في تلك المفاوضات، إذ كان يلعب في الاتحاد وحرص على تسجيلي فيه، إلى أن تم الانتقال بعد ست سنوات من المفاوضات، وتحديداً في نهاية موسم 1997، بعدما تدخل الفريق أسعد عبدالكريم بدعم من العضو «الداعم» الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ وعضو الشرف منصور البلوي الذي فاوضني في فترة سابقة، وتظل هذه الشخصيات الثلاث محورية في انتقالي الى الاتحاد. لكن بدايتك مع الاتحاد لم تكن جيدة؟ - موسم 1998 كان من أصعب المواسم التي مررت بها كلاعب، ففي أول مباراة أخوضها مع الاتحاد أمام فريق النجمة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، تعرضت إلى إصابة شُنَّتْ عليّ بعدها حملة إعلامية قوية بأن إصابتي مزمنة، ووصفوني بالصفقة الفاشلة ولن أفيد النادي، ولا أنسى في تلك الفترة الأمير خالد بن فهد الذي وقف إلى جانبي بقوة ودعمني معنوياً، وأيضاً الفريق أسعد عبدالكريم والعضو الداعم ومنصور البلوي، الذين تكفلوا بسفري إلى ألمانيا لمعالجة الإصابة، كما لا أنسى أيضاً دور جمال فرحان المهم في تلك الفترة لترتيب سفري، والحمد لله عدت بعدها وقدمت مستويات أعتقد أكدت أنني لم أكن صفقة فاشلة للاتحاد. وهل يعني هذا أن عودتك تلك قادت الاتحاد للتتويج بأربع بطولات؟ - ليس كذلك إطلاقاً، كنت حريصاً على رد الجميل للناس الذين وقفوا إلى جواري ودعموني بكل قوة، والحمد لله أنني وفقت في رد ولو جزء بسيط من تلك الوقفة الصادقة، التي وجدتها في مرحلة من أهم مراحلي الرياضية. طالما أن الحديث عن المواقف الصعبة في حياتك الرياضية، كيف كان المشهد بعد إضاعتك ركلة الجزاء في المباراة النهائية للمنتخب السعودي في كأس أمم آسيا أمام المنتخب الياباني في عام 2000؟ - تلك أيضاً من المواقف الصعبة التي لا تنسى، والشيء الذي أعلن عنه للمرة الأولى أنني حتى هذه اللحظة لم أشاهد تلك اللقطة على شاشات التلفزيون بعد المباراة، وعندما تقدمت لتنفيذ الركلة كنت اللاعب المخصص في المنتخب لتنفيذ الركلات، بسبب نجاحي خلال الموسم في تسجيل 10 ركلات جزاء مع الاتحاد، إضافة إلى عدد من الركلات مع المنتخب السعودي في المباريات الودية، ثم سددت الكرة بشكل جيد حتى أنها خادعت الحارس الذي اتجه إلى زاوية والكرة إلى زاوية أخرى، ولكن أرضية الملعب السيئة كان لها دور في ضياع تلك الكرة، ثم تعرضت لهجوم عنيف من الإعلام، ما جعلني في وضع نفسي صعب لم يخرجني منه إلا الوقفة الصادقة من الجمهور الاتحادي، الذي دعمني بقوة، خصوصاً في مباراتنا أمام فريق الأهلي البحريني في تصفيات البطولة العربية التي أقيمت بعد بطولة أمم آسيا. كيف تحقق لك لقب الأكثر تهديفاً في الدوري السعودي برصيد 33 هدفاً؟ - تسجيل هذا العدد الكبير من الأهداف نتاج تعاون من زملائي كافة في الفريق، إذ كان التفاهم والانسجام بين خطوط الفريق في ذلك الموسم لافتين، واللغة كانت بيني وبين زملائي تفهم بنظرات العيون، خصوصاً مع الحسن اليامي ومحمد نور وخميس الزهراني، حتى أنني اندهش من هذا الانسجام عندما أشاهد المباريات عبر «الفيديو»، إضافة إلى عدم وجود لاعب مهاجم أجنبي في ذلك الموسم مع الفريق، ما جعل التركيز منصباً عليّ فقط لترجمة جهود الفريق. هل كان لوجود الإيطالي دنادوني دور في ذلك الإنجاز؟ - لا شك في ذلك، فلاعب بحجم دنادوني كان إضافة قوية ومهمة للاتحاد في ذلك الموسم، وأذكر أنني كنت أتحدث معه عن بعض الأسماء الهجومية التي تلعب لأندية المقدمة، وأنني أرى أنها أقل بكثير من مستوى تلك الفرق، فقال لي إن الشيء الوحيد الذي يحدد القيمة الفنية لأي مهاجم هي حساسيته أمام المرمى، وأعتبر أنها من النصائح التي لن أنساها. تركت خلفك رقماً صعباً في قمة هدافي الدوري، هل تتوقع أن يأتي مهاجم آخر ويكسر ذلك الرقم القياسي؟ - نعم، أتوقع أن يأتي اليوم الذي يتجاوز فيه لاعب هذا العدد من الأهداف، ولكن لا أعلم هل سيكون ذلك اليوم قريباً أو بعد مدة طويلة من الزمن. ارتبط اسمك بالأهداف الحاسمة، خصوصاً في النهائيات، ما السر في ذلك الارتباط؟ - يرجع في المقام الأول إلى توفيق الله، ثم لحرصي على تقديم أفضل ما لديّ في المباريات، والتي تكون بمثابة جني لثمار الموسم، والحمد لله أني وفقت في حسم عدد من المباريات النهائية لفريقي. هناك الكثير من الجماهير استغربوا من ارتفاع أسعار تذاكر حفلة اعتزالك، لماذا هذا الغلاء؟ - موضوع التذاكر تم درسه مع الشركة المنظمة، وعندما وجدنا أن السعر مرتفع على الجماهير، قررنا خفض سعر تذكرة الدرجة الثانية التي يوجد فيها أكبر عدد من الجماهير كما هو معروف في إستاد الأمير عبدالله الفيصل إلى 30 ريالاً بدلاً من 50 ريالاً.