دعا مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان أقسام الثقافة الإسلامية في الجامعات السعودية إلى العمل بشكل أكبر على تطوير المقررات الدراسية بما يتواكب مع القضايا المعاصرة ومحاربة الفكر المتطرف، مشدداً على أهمية تعزيز الفكر الوسطي لدى طلاب وطالبات الجامعة. وكشف خلال افتتاحه ملتقى رؤساء أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات السعودية في جامعة الملك سعود أمس، عن إطلاق الجامعة برنامجاً لتطوير مواد الثقافة الإسلامية بإشراف نخبة من أساتذة الثقافة الإسلامية في عدد من الجامعات السعودية. وأضاف: «مواد الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود تمثل ما نسبته 6 في المئة من إجمالي المقررات الدراسية للطلاب وتحتاج هذه المقررات إلى تحديث محتواها وتطويرها بشكل شامل، أسوة بما تخضع له المقررات في التخصصات الأخرى من تطوير وتحديث، إذ إن الخطط الأكاديمية يجب أن تتطور مع مرور الزمن، لذا خصصت الجامعة مليون ريال لبرنامج تطوير مواد الثقافة الإسلامية»، مشدداً على دورها في تعزيز التحصيل المعرفي للطلاب والطالبات. وأشار العثمان إلى أن مقررات جديدة يمكن أن تنطلق منها مواد الثقافة الإسلامية لمعالجة القضايا المعاصرة والمشكلات التنموية المرتبطة بها، مستشهداً بمواد تتعلق بأخلاقيات الطبيب المسلم أو أخلاقيات المهنة والمصرفية الإسلامية. من جهته، اعترف الأستاذ المشارك في قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور صالح الفريح بالقصور الذي يعتري بعض مقررات الثقافة الإسلامية في الجامعات السعودية. وقال: «لا شكّ أن هناك خللاً كبيراً وظاهراً في تفاعل الأقسام المعنية بتدريس هذه المقررات حتى أصبحت ضعيفة وغير مرغوب بها لدى فئة من الطلاب، ولأجل ذلك كان من الضروري أن يسعى المعنيون إلى تدارك الوضع، ومحاولة السعي الجاد في النهوض به والعمل على أن يحقق أهدافه السامية». وشدد على ضرورة فتح المجال لدراسة ما يستجد من قضايا حيوية معاصرة، وتحفيز أعضاء هيئة التدريس في أقسام الثقافة الإسلامية لتطوير أنفسهم. وقال: «لا بد من السعي بشكل عاجل وجاد لتطوير أداء أعضاء هيئة التدريس في الأقسام التي تتولى تدريس هذه المقررات بربط بعض الترقيات بها أو وضع بعض العلاوات والمكافآت للساعين في تطوير أنفسهم».