عقود من الزمن، ظلّت فيها المملكة رائدة في الأعمال الخيرية والإنسانية التي صالت وجالت في قارات العالم بمختلف دولها، إذ شكّل هذا النهج إحدى الأساسيات التي تتبعها القيادة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز حتى عهد الملك سلمان. وانطلقت سلسلة المساعدات السعودية للدول التي تعرّضت لكوارث أياً كان نوعها، في عام 1950، وتحديداً تعرض «البنجاب» لفيضانات أدت إلى وقوع ضحايا، الأمر الذي دفع المملكة إلى المسارعة في تقديم المساعدات اللازمة، لتُتبع ذلك بتشييدها مدرسة في القدس عام 1952، تتسع ل500 طالب يتلقون رعاية كاملة من غذاء وعلاج وتعليم وملبس ومأوى، إذ رصد لها الملك عبدالعزيز، مبلغ 100 ألف دولار سنوياً، كما أنشأت مستشفى حديثاً يقدم العلاج والدواء بلا مقابل. ويسجل التاريخ للملك عبدالعزيز مواقفه في دعم وتعزيز التضامن العربي والحرص على وحدة الصف ونبذ الخلافات والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمها القضية الفلسطينية والقدس الشريف. وفي تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية عن مواقف المملكة تجاه دول العالم، أوضحت أن اليمن شكّل أحد أبرز الدول التي وجدت الدعم والاهتمام في مختلف الظروف والأوقات على مدى عقود مضت ضمن علاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين، ففي عام 1397ه قدمت المملكة 15 مليون ريال لتمويل بعض المشاريع في صنعاء، وفي عام 1400ه قدمت المملكة مساعدات مالية لليمن الجنوبي قدرها 100 مليون دولار، وفي عام 1401ه أمر الملك خالد بن عبدالعزيز بتقديم معونات للجمهورية الديموقراطية اليمنية جراء السيول، وفي عام 1402ه قدمت المملكة قروضاً لليمن لبناء المستشفيات والمدارس، تبع ذلك تقديم الدفعة الثانية في عام 1404ه لإعمار اليمن بعد الزلزال الذي تعرّض له. وتواصلت المساعدات وعمليات الدعم السعودي لليمن على مدى عقود، منها إرسال مساعدات عبر البحر لليمن الجنوبي للتخفيف من آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت اليمن عام 1410ه، وفي عام 1416ه قدمت المملكة مساعدات غذائية إضافية لليمن، وفي عام 1417ه قدمت المملكة لليمن مساعدات للتخفيف من أضرار السيول والفيضانات. وفي عام 1430ه قدمت المملكة العربية السعودية مساعدات مادية وعينية للجمهورية اليمنية، بقيمة 4.5 مليون ريال سعودي دعماً لجهود مكافحة «الملاريا» في اليمن، وفي عام 1431ه تم إعلان تنظيم مؤتمر الدول المانحة لليمن واستضافته المملكة بصفتها أكبر المانحين لليمن، فيما قدّمت المملكة عام 1433ه مبلغ 3.250 مليار دولار، وذلك لمساعدة اليمن في تخطي الأزمة السياسية والاقتصاديّة التي يعيشها، وتلبية حاجاته التنموية لتحقيق الاستقرار على أراضيه. وتسلّم اليمن في عام 1435ه 15 طناً من مبيدات الآفات النباتية المخصصة لمكافحة الجراد الصحراوي لدعم جهود وزارة الزراعة والري اليمنية، وفي عام 1436ه تم تقديم مساعدات غذائية للجمهورية اليمنية تقدر كلفتها ب54 مليون دولار لإعانة 45 ألف أسرة يمنية، فيما قدم الصندوق السعودي للتنمية عدداً من القروض لليمن في مختلف المجالات، بمبلغ إجمالي قدره 2.120 بليون ريال سعودي، للمساهمة في تمويل 24 مشروعاً إنمائياً تتركز في قطاعات الطرق، والصحة، والتعليم المهني والتدريب الفني. وأكد عدد من الباحثين اليمنيين أن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأممالمتحدة، جاء لينقذ الشعب اليمني الذي يعيش الآن في أحلك الأوضاع الإنسانية جرّاء اعتداءات ميليشيات الحوثي وأعوانهم، منوّهين بأن فتح تقديم المساعدات الإنسانية على يد المملكة سيجعل المجتمع الدولي يلتفت بعقلانية إلى ما يجري في اليمن من أحداث مؤسفة راح ضحيتها الأبرياء، ويتقدموا بدعم اليمن سياسياً وإنسانياً وتنموياً.