أكد المسؤول الأميركي السابق الديبلوماسي المخضرم إدوارد جيرجيان ل«الحياة» أنه «كان على إدارة الرئيس باراك أوباما استشارة دول مجلس التعاون الخليجي أكثر حول (ملف) إيران». وأنها «أضاعت الكثير من الوقت في المسألة السورية، إنما بدأت اليوم تبدل في موقفها» لجهة تسليح المعارضة. ونصح دول الخليج ب«الانتظار لترى ما نوع الاتفاق (مع إيران) في حال إتمامه قبل تأييده». وأكد أن المفاوضات النووية «ليست لإعادة تموضع أميركا باتجاه طهران». وتابع جيرجيان الذي يترأس «معهد جيمس بيكر للسياسة العامة»، مع انطلاق قمة كامب ديفيد أن المهمة الأصعب أمام المشاركين «هي احتواء الحرائق في المنطقة، وخطر الدول الفاشلة كما نرى في سورية وغيرها»، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون «تريد وضوحاً في تعامل أميركا مع إيران وتصرفها الإقليمي». وتوقع أن تكون رسالة الإدارة إلى دول المنطقة خلال القمة «ألا تعتبر المفاوضات ضدها، فالاتفاق النووي، في حال التوصل إليه في نهاية حزيران (يونيو)، لن يكون على حساب التزامات واشنطن الأمنية في المنطقة». وأضاف: «يجب أن نرى ما نوع الاتفاق وإذا كان شفافاً وصلباً وقابلاً للاستمرار في منع إيران من حيازة سلاح نووي». وفي حال إتمام ذلك نكون أمام واقع أفضل من اليوم، إلا أنه حذّر من عدم وضع العربة قبل الحصان، وطالب دول الخليج والكونغرس والرأي العام بالانتظار لنرى ما نوع الاتفاق قبل تأييده أم معارضته. وأُخذ على إدارة أوباما عدم استشارتها الحلفاء في الخليج بالشكل الكافي وقال: «كان على الإدارة أن تستشير أصدقاءنا الخليجيين لطمأنتهم وهذا لم يتم». واعتبر لقاء «كامب ديفيد» مساراً لتصحيح هذا (الخطأ) مع أقرب حلفائنا. وأشار إلى التزامات أمنية ستتعهدها أميركا في قمة كامب ديفيد وستستمر بعد إدارة أوباما فالتزامنا تجاه حلفائنا أبعد من الانقسام الحزبي، ولدينا مصالح استراتيجية في الخليج وقواعد عسكرية، والقيادة الوسطى. ورداً على سؤال عن نوع الضمانات التي تريدها دول مجلس التعاون، قال إنها «لا تتعلق بالاتفاق النووي وحده، بل ترتبط بتصرف إيران في المنطقة عموماً، مثل سياستها في العراق وسورية، إذ تدعم (الرئيس) بشار الأسد، وحزب الله، وتعادي إسرائيل، وتدعم الحوثيين... كل هذا سيكون على الطاولة». وعن سورية التي كان جيرجيان سفيراً لديها، قال: «إن هناك تبدلاً في الموقف الأميركي لجهة تسليح وتدريب المعارضة، ونحن في معهد بايكر قلنا قبل عامين ونصف العام أن على الولاياتالمتحدة دعم المعارضة المعتدلة عسكرياً ومالياً وإنسانياً لإيجاد توازن يدفع مفاوضات الحل السياسي بين الطرفين». وأضاف: «أن الإدارة لم تقرر الذهاب في هذا الاتجاه يومها، وتم تضييع الكثير من الوقت، أما اليوم فهناك تبدل وتسليح للمعارضة المعتدلة وتنسيق مع الدول الإقليمية». ورفض جيرجيان فكرة أن يكون أي اتفاق إيراني إعادة تموضع أميركي باتجاه طهران وقال: «هذا ليس إعادة تموضع لأن أميركا دولة كبرى ومنع الانتشار النووي هدف الإدارات المتعاقبة». وزاد: «أن واشنطن لا تنتهج سياسة إيران أولاً ولن يكون أي اتفاق على حساب حلفائنا والمعادلة ليست إيران ضد العرب». وخلص إلى القول: «إذا حصل الاتفاق مع إيران مطلع الصيف وتم تطبيقه سيوفر أرضية للولايات المتحدة لبدء حوار مع طهران حول القضايا الإقليمية العالقة بالتنسيق مع دول المنطقة».