علمت «الحياة» أن محافظة جدة حسمت عمليات تبادل الاتهامات والمسؤوليات بين عدد من الجهات المعنية، تجاه حفر الصرف الصحي المكشوفة، والتي تسببت في وفاة عدد من سكان المحافظة بسبب سقوطهم فيها، إذ وجهت المحافظة خطاباً إلى أمانة جدة يفيد بمسؤوليتهم عن حفر الصرف الصحي، لحين صدور توجيهات وأنظمة أخرى. وقال مصدر موثوق به، إن محافظة جدة أصدرت أخيراً، خطاباً وجه إلى أمانة محافظة جدة، يؤكد وضع المسؤولية المباشرة على الأمانة فيما يخص حفر الصرف الصحي، مشيراً إلى أن المحافظة بينت خلال الخطاب أن مسؤولية الأمانة تجاه ذلك الشأن تستمر حتى يتم صدور توجيهات وأنظمة أخرى. وأوضح المصدر أن محافظة جدة أبلغت إمارة منطقة مكةالمكرمة، عن كثرة البلاغات المتكررة من المواطنين إلى مركز عمليات الدفاع المدني في المحافظة، والتي تشير إلى وجود حفريات وخزانات مياه وصرف صحي مكشوفة، ولا يوجد عليها غطاء إغلاق لحماية المارة أو المركبات من السقوط فيها. ويأتي خطاب المحافظة، الذي وجهته إلى «الأمانة»، بعد أن تبرأت الأخيرة من مسؤوليتها تجاه فتحات الصرف الصحي، وذلك على لسان متحدثها عبدالمجيد الغامدي، الذي أكد ل«الحياة» في وقت سابق أن «فتحات الصرف الصحي ليست من اختصاص الأمانة، بل من اختصاص شركة المياه الوطنية». وكان الجداويون فجعوا الأحد المنصرم، بحادثة جديدة تكمن في فقد الطفل «عبدالله» - الذي يمثل الرقم «خمسة» خلال عام واحد - في إحدى حفر «الصرف الصحي» التي ما زالت تبتلع الضحايا في ظل غياب الحلول الرادعة لهذه المأساة، إذ أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان أن فرق الدفاع المدني عملت على مدار ثماني ساعات و25 دقيقة متواصلة، لانتشال الطفل «عبدالله» من أحد خزانات الصرف الصحي بأحد شوارع محافظة جدة الشهيرة. وأشار سرحان إلى أن الفرق باشرت أعمالها، من طريق ثمانية سباحين وجدوا في موقع الحادثة، والبحث داخل خزان الصرف الصحي على عمق سبعة أمتار، وأبعاد 7x5 أمتار، تزامناً مع عمليات البحث داخل الخزان وسحب كميات المياه من طريق صهاريج الشفط.