قضى الموت على ثلاثة طلاب سعوديين جميعهم من عائلة واحدة، إضافةً إلى والد أحدهم (سائق الحافلة)، بينما نجا خمسة آخرون بعد حادثة سير مروعة وقعت صباح أمس لحافلتهم التي كانت تقلهم باتجاه مدرستهم الابتدائية في مركز بحرةجنوب محافظة جدة. ووسط مخاوف من انتقال حوادث المعلمات إلى قطاع البنين، أقلت حافلة «الموت»، من نوع «مايكروباص» والتي تعود ملكيتها إلى سائقها ووالد أحد الطلاب (قضى في الحادثة مع ابنه) تسعة طلاب لتقطع ثمانية كيلو مترات من قريتهم « أبو جعالة» جنوب محافظة جدة، باتجاه مدرسة الرهناء الابتدائية في مركز بحرة قبل أن تفاجأ بشاحنة كبيرة تقطع عليها الطريق في الاتجاه المعاكس وتصطدم بها مباشرةً وتودي بحياة ثلاثة طلاب مع سائقهم على الفور فيما أصيب تسعة آخرون باصابات متفاوتة، إصابة أحدهم حرجة تطلب نقلها إلى غرفة العناية المركزة. وأكد وكيل مدرسة «الرهناء» الابتدائية فهد الزهراني ل«الحياة» أن الطلاب الثلاثة المتوفين وهم الطالب عبدالله متعب المزيني (10 أعوام)، ووالده سائق الحافلة « متعب المزيني» (45 عاماً)، والطالب وليد علي المزيني( 8 سنوات،) والطالب عبدالعزيز سعود المزيني(8 سنوات)، إضافةً إلى أن الطلاب المصابين عددهم خمسة، وتم نقلهم إلى مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة وهم الآن في حال مستقرة. وأوضح الزهراني أن جميع الطلاب من عائلة واحدة، وتربطهم صلة قرابة وثيقة «أبناء عمومة»، كما أنهم اعتادوا صباح كل يوم التوجه من قريتهم إلى مدرستهم الابتدائية، مشيراً إلى أنه شاهد الحادثة أثناء وقوعها، واصفاً إياها بالمؤلمة بسبب التهور البالغ الذي كان عليه سائق الشاحنة ودخوله المفاجئ على حافلة الطلاب بسرعة جنونية على الطريق المقابل ما أدى إلى وفاة ثلاثة طلاب على الفور وسائقهم. ولفت إلى أن قوة اصطدام الشاحنة بالحافلة أدى لخروجها والطلاب بداخلها لمسافة تزيد على 30 متراً عن المسار الرئيس، ملمحاً إلى أن المدرسة كانت تتبع لتعليم جدة لكنها نقلت أخيراً إلى إدارة تعليم منطقة مكة، ومنوهاً بزيارة المدير العام للتربية والتعليم في منطقة مكة بكر بصفر أمس لذوي المتوفين، واطمئنانه على حال الطلاب المصابين في الحادثة. وكان بصفر زار الطلاب المصابين أمس في مستشفى الملك عبدالعزيز واطمأن على حالهم الصحية، ووقف عن كثب على سير الخدمات والرعاية الطبية المقدمة لهم، ونقل تعازي وزير التربية والتعليم ونائبه فيصل بن معمر، ونائبه لشؤون التعليم الدكتور خالد السبتي لذوي الطلاب المتوفين، مؤكداً أن المصاب جلل والفاجعة مؤلمة، وقال «نحن نعزي أنفسنا أولاً، ونعزي أسر الطلاب المتوفين وزملاءهم ومعلميهم وإدارة المدرسة». من جانبه، أوضح رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور سامي السبهاني ل «الحياة» أن حال الطلاب الخمسة المصابين حالياً مستقرة إلى حد كبير، فيما لاتزال حال أحد الطلاب حرجة نوعاً ما وهو الآن في غرفة العناية المركزة، بينما تم إخراج أحد الطلاب من غرفة العمليات بعد إجراء جراحة عاجلة له نتاج سوء وضعه، لكن حاله الآن مستقرة إلى حد كبير. وأكد السبهاني أن قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالعزيز استقبل عند السابعة والنصف صباحاً أربع وفيات لطلاب تتراوح أعمارهم بين 9و 11 عاماً، إضافةً إلى خمس حالات أخرى لطلاب مصابين كانت حالهم حرجة جداً، وركبت لثلاثة منهم أجهزة التنفس الاصطناعي، كما عملت لهم تقارير طبية مبدئية، فيما أدخل أحدهم إلى غرفة العمليات لحرج حاله الصحية. ولفت إلى أن حال الطالب الذي تم إدخاله غرفة العمليات كانت حرجة بسبب إصابته بتهتك في أجزاء من الكبد والطحال، إضافةً إلى بعض الكسور والكدمات في مناطق حساسة من الجسم مايلزم تدخلاً جراحياً عاجلاً، وقال «بقيت الحالات كافة في وضع مستقر، على رغم تنويمها في غرف العناية المركزة». وأضاف «إن الحالات الخمس التي دخلت المستشفى كحالات مصابة من حادثة السير نستطيع أن نقول إن حال اثنين منهم مستقرة تماماً، فيما لاتزال حال الثلاثة طلاب مضطربة، لكنها ليست مقلقة، متوقعاً أن تتحسن حالهم خلال اليومين المقبلين بشكل كبير».