أعلن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، أمس، تبنيه عملية خطف زوجين إيطاليين في موريتانيا. ونشر التنظيم صورة الرهينتين وهما مقيدين بقرب خمسة من مجموعة «الملثمين» يحملون أسلحة رشاشة ثقيلة. وبدا من ملامح الخاطفين إنهم ليسوا من منطقة واحدة، إذ كانت بينهم عناصر جزائرية وأخرى أفريقية من دول الساحل الصحراوي على ما يبدو. وأكد مسؤول اللجنة الإعلامية في فرع «القاعدة» المغاربي صلاح أبو محمد، في تسجيل صوتي بث عبر الانترنت، مسؤولية «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» عن خطف الرعيتين الإيطاليتين في جنوب شرقي موريتانيا في موقع لا يبعد سوى كيلومترات عدة عن الحدود مع مالي. وأعلن «صلاح أبو محمد» في التسجيل أن سبب الاختطاف يعود إلى ما وصفه ب «جرائم ترتكبها الحكومة الايطالية في أفغانستان والعراق». ويأتي تبني «قاعدة المغرب الإسلامي» لعملية الخطف بعد أيام قليلة من ورود تقارير عن اعتقال مشتبه فيه ربما كان على علاقة بالعملية قرب مدينة «كوبني» حيث وقعت حادثة خطف الزوجين الإيطاليين. ويدعى الموقوف «عبدالرحمن بن مدو» الذي ذكرت معلومات أن التحقيقات الموريتانية أظهرت علاقته بعمليات منظّمة لخطف الأجانب في المنطقة بعدما أُسندت إليه مهمات تعقّب الأجانب ورصد تحركاتهم في مقابل مبالغ مالية باهظة يحصل عليها دورياً، بحسب ما قيل أنها «اعترافاته» المزعومة أمام أجهزة الأمن في نواكشوط. وأفيد أيضاً أن التحقيقات أظهرت صحة المعلومات التي أدلى بها المعتقل، من خلال تطابقها مع شهادات أولية أفضت إلى اليقين بأن الجماعات المسلحة المتخصصة في عمليات الاختطاف استعملت في خطفها الزوجين الإيطاليين يوم الجمعة ما قبل الماضي الطريقة نفسها التي تم بها خطف الإسبان الثلاثة نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في عملية تبناها التنظيم لاحقاً. وتم اختطاف الرعيتين الإيطاليتين سيرجيو سيكالا، وهو متقاعد يبلغ من العمر 65 سنة وزوجته فيلوميني كابوري البالغة 39 سنة، عندما كانا متوجهين إلى بوركينا فاسو في حافلة صغيرة تحمل لوحة إيطالية. وقد أظهر تنظيم «القاعدة» صورهما مقيدي الأيدي أمام خمسة ملثمين يحملون أسلحة رشاشة ثقيلة. وقالت مصادر أمنية جزائرية إن الواضح أن الخاطفين ينتمون إلى كتيبة «الملثمون»، وهي كتيبة موروثة عن الزعيم السابق للتنظيم في الصحراء مختار بلمختار (أبو العباس)، ويقودها حالياً عبدالحميد أبو زيد. أما بخصوص المخطوفين الإسبان الثلاثة الآخرين والفرنسي الذي خُطف في مالي وتبنى تنظيم «القاعدة» خطفهم جميعاً، فقد قالت مصادر مطلعة في الجزائر إن هناك «مؤشرات واضحة» في مالي إلى أن هناك مفاوضات تجري على فدية مالية لقاء الإفراج عنهم. ومن شأن مثل هذا الأمر، إذا ثبت، أن يثير شكوكاً في الجزائر في مدى الالتزام الدولي بمكافحة «الإرهاب». وقالت المصادر ذاتها إن متمرداً سابقاً من الطوارق يتوسط في المحادثات، وسبق له أن لعب دوراً في إطلاق سراح 32 أوروبياً خطفهم تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» («القاعدة» حالياً) في عام 2003. وهاجمت صحف جزائرية، أمس، الحكومة المالية على خلفية هذه الأنباء، سيما وأن هناك شخصية حكومية تقود الوساطة. وكان الإسبان الثلاثة ضمن قافلة مساعدات في طريقها إلى جنوب السنغال عندما تم احتجازهم في شمال موريتانيا. واختطف الفرنسي بالقرب من بلدة ميناكا في شرق مالي. وخطف الايطاليان في شرق موريتانيا بينما كانا مسافرين في اتجاه مالي. وفي سياق شبيه، كشفت صحف اسبانية أن حكومة مدريد تمكنت من الاتصال بالمواطنين الأوروبيين المختطفين بين موريتانيا ومالي، مضيفة أن الحكومة تمكنت من خلال أحد زعماء القبائل في شمال مالي من إجراء أول اتصال مباشر مع الرعايا المخطوفين، معلنة أن الإتصال تم بطلب من الحكومة الاسبانية وبعد جهود بذلها الرئيس المالي آمادو تماني توري.