الخليوي قاتل الكتروني معاصر، ستلاحظه الأعين بصورة مطردة مع حلول 2010. فالحال ان العام المنقضي اختتم على أفق للخليوي رسمه قاتلاً حديثاً للقرن 21. ربما لا يسر الخبر هواة الضرب على مفاتيح الخليوي، ولا أولئك الذين لا تنفرج أساريرهم إلا إذا رنّت هواتفهم المحمولة تعلمهم بوصول رسائل الاصدقاء. ولكن تجارب المحاكاة الافتراضية بالكومبيوتر، صارت تنظر بعين الريبة الى مسألة كتابة رسائل الخليوي النصية «أس ام اس»، أثناء قيادة السيارة. وفي دراسة ظهرت على موقع «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم» اخيراً، تبيّن ان السائق الذي يكتب رسالة «اس ام اس» أكثر تعرضاً لخطر الحوادث المميتة ممن يتحدثون مع الركاب أو يتحدثون بالخليوي أثناء القيادة. وأرجعت الدراسة ذلك الى ان كتابة تلك الرسائل تُشتت الانتباه، لأنها تتطلب الكثير من التركيز. ودلّت التجارب عينها على ان السائقين الذين يكتبون «اس ام اس» يعانون من بطء في الاستجابة لأضواء إشارات المرور، إضافة الى ضعف تركيزهم على المساحات الأمامية والجانبية التي يعبرونها. وفاقوا في ذلك الأمر، نظراءهم ممن يتحدثون عبر الهواتف النقّالة أثناء القيادة. وأظهر فريق علمي درس هذه المسألة، أن السائق الذي يتحدث عبر الخليوي، يبذل جهداً ملحوظاً في محاولة توزيع انتباهه بين الحديث وقيادة السيارة، مُعطياً الأولوية للمهمة الأكثر إلحاحاً في تينك النشاطين. وفي المقابل، تقتضي كتابة رسائل الخليوي مجموعة من المهمات التي ينهمك المرسل في التنقّل بينها. ومن المهم ملاحظة أن الدراسة أظهرت أيضاً ان قراءة رسائل الخليوي أدّت الى تباطؤ قوي في الوقت اللازم للدوس على الفرامل، ما يرفع نسبة الحوادث بقوة. وليست هذه الدراسة أولى في نوعها، لكنها تؤكد ما بيّنته مجموعة سابقة من دراسات مماثلة عن علاقة الخليوي مع الحوادث المميتة على الطرقات. والمعلوم ان تلك الدراسات أيضاً دفعت بمجموعة متنامية من المدن الأميركية والكندية لفرض حظر متشدد على استعمال الخليوي أثناء قيادة السيارة، خصوصاً كتابة رسائل «اس ام اس». وقد وصل عدد رسائل الخليوي في الولاياتالمتحدة أخيراً الى تريليون رسالة سنوياً. وشملت الدراسة الأخيرة أعداداً متساوية من الذكور والإناث. وقاد هؤلاء سيارات افتراضية على حاسوب متطوّر، بحيث شملت ظروف القيادة الافتراضية معظم المتغيّرات التي تتؤثر في القيادة الحقيقية. عن موقع «ساينس ماغ. أورغ» sciencemag.org