«بعد منتصف الليل»... التوقيت الأهم في ساعة المواطن السعودي، بعد أن تزامنت معه القرارات الجديدة في عهد الملك سلمان، التي أعادت صياغة المملكة حاضراً ومستقبلاً، إذ إن القرارات الاستثنائية التي جاءت أخيراً، تؤكد حفظ كرامة المواطن السعودي بالدرجة الأولى، وتأكيد مبدأ العدل والإنصاف مع المسؤولين الذين كُلّفوا بخدمة المواطن. ألغت قرارات الملك سلمان المنصفة محسوبيات «البشوت» و«الكراسي» والمسميات الوظيفية التي لم تعد لها قيمة إذا لم تؤد واجبها على أكمل وجه، واضعة حق المواطن نصب عينيها من دون تهاون أو تقصير، وأوصلت رسالة واضحة إلى كل مسؤول، مفادها أن «الانتصار الأخير هو للمهنية والإنسانية من دون النظر إلى اسمك أو منصبك». وكان إعفاء رئيس المراسم الملكية محمد الطبيشي، أخيراً بسبب صفع مصور صحافي، بمثابة إعلان صريح لاحترام المواطن ووضعه في أولوية قائمة المسؤول أياً كان منصبه، وأنه مجرد موظف مكلّف يؤدي مهماته بضوابط محددة، وفي حال تقصيره فإن البديل جاهز لمباشرة عمله. وذكر المغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن الوطن يعيش تغيراً حقيقياً وجذرياً بقرارات حازمة وسريعة وعادلة لا فرق فيها بين مواطن أو مسؤول، إذ جاء في الليلة ذاتها خبر تعيين خالد العباد بأمر عاجل في منصب محمد الطبيشي المُقال جراء أمر ملكي أيضاً، وأن عزم «سلمان الحزم» بالعزل والإقالات والاستبعاد وما شملته القرارات الأخيرة، ما هي إلا رسائل موجهة إلى الداخل والتحذير من العبث بحق المواطن والتقليل من شأنه في أي حدث ومكان. وسبق هذه الإقالة إبعاد أمير من الوسط الرياضي والإعلام المحلي بسبب العنصرية، وعزل وزير الصحة أحمد الخطيب بسبب تشابكه مع مواطن بعد تداول واسع لمقطع فيديو ظهر فيه الوزير وهو يستقبل المراجعين، وبدت فيه مشادة كلامية بينه وبين أحد مطالبيه بتوفير سرير، إذ كان الرد من الوزير ليس بمستوى تطلعات الملك، ما دعاه إلى إنصاف المواطن باعفاء الوزير. وكان الملك سلمان غرد قبل إقالة رئيس المراسم الملكية السابق، عبر حسابه الخاص في «تويتر» بتغريدة، نصها: «تمنياتي بالتوفيق لسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، وللوزراء الجدد، وأن يؤدي المسؤولون كافة مهامهم خدمة لشعبنا، الذي لن أقبل التقصير في خدمته»، إذ أصابت كلمته كبد الحقيقة في قرار سريع ومباشر في ساعة متأخرة من الليل، وأصدر قراراً ملكياً بعزل من قصّر وتعيين من هو أكفأ في الليلة ذاتها.