علمت «الحياة» أن حوالى 32 شخصاً – بينهم مسؤولون «بلديون» سابقون وحاليون ومقاولون – تم توقيفهم، على ذمة التحقيق وتقصي الحقائق في مسببات فاجعة الأمطار والسيول، التي راح ضحيتها 123 شخصاً في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولا يزال نحو 38 شخصاً مفقودين. وأكدت مصادر (فضلت عدم ذكر اسمها) ل «الحياة» ما سبق نشره عقب «فاجعة جدة» من أن عدداً من الموظفين السابقين والحاليين والمقاولين والمهندسين سيتخذ قريباً قرار بحظر سفرهم حتى يتم التحقيق معهم. وقال مراقبون للشأن المحلي إن التوقيف والحظر المزمع اتخاذه من السفر يمثلان أول دليل على أن لجنة تقصي الحقائق التي يترأسها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز «تملك أنياباً وليس أسناناً فحسب»، وتوقعوا أن تثير الإجراءات ارتياحاً على نطاق واسع في المدينة المنكوبة، التي لا تزال تحاول أن تتعافى مما لحق بها. ورفضت المصادر وصف الموقوفين بأنهم «متهمون». وذكرت أن مصلحة التحقيق تتطلب توقيفهم إلى حين استجوابهم، ولم تستبعد أن يبدأ التحري معهم «في غضون هذين اليومين». ولم تشأ الرد على سؤال عما إذا كان بمستطاعهم تدبير كفالات مالية أو حضورية بالإفراج عنهم على ذمة التحقيق. وكانت اللجنة التي يترأسها الأمير خالد الفيصل كُوّنت بموجب قرار أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 30 نوفمبر الماضي. وباستثناء تصريح أعقب اجتماعها الأول، حرصت اللجنة على التكتم على أعمالها، حرصاً على سلامة التحقيق، وطالب عدد من الأهالي بأن تعيّن اللجنة متحدثاً باسمها، لاطلاع أفراد الجمهور على مجريات التحقيق. وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود عن تبرع الشركة بمبلغ 25 مليون ريال للجهود المبذولة للتخفيف من الأضرار التي خلفتها السيول في محافظة جدة، وكذلك تبرعها بمبلغ 25 مليون ريال للمساهمة في دعم الجهود المبذولة لإيواء المواطنين، الذين نزحوا من القرى الواقعة على الشريط الحدودي في المنطقة الجنوبية. وقال الأمير سعود بن عبدالله لوكالة الأنباء السعودية: «تابعنا الاهتمام الكبير الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد والنائب الثاني، والمتابعة الدائمة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، وأمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وكل الجهود التي بذلتها مختلف الجهات لمواجهة ما حدث، والتي أكدت حرص ولاة الأمر على خدمة أبناء المملكة العربية السعودية ومن يقيم على أراضيها». وأوضح رئيس مجلس إدارة «سابك»، أن الشركة إيماناً منها بأهمية مشاركة القطاع الخاص، وقيامه بواجبه الوطني، واستشعاراً منها بمسؤولياتها الاجتماعية حرصت على المشاركة، عاداً إياها مشاركة رمزية في الجهود المبذولة، لمعالجة الأضرار التي خلفتها سيول جدة وإيواء النازحين في جازان.