شدد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، خلال استقباله وفوداً هنأته بالأعياد، على «أن الاعتدال هو أصعب الخيارات ويحتاج الى حماية وصيانة وصمود»، ولفت الى «أن حق الاختلاف في الرأي هو ديموقراطي شرط أن يبقى بعيداً من الانحياز والتطرف ليس الديني فقط وإنما السياسي والشخصي أيضاً، لأن ذلك يعقد الأمور ولا يؤدي تالياً الى أي حل». وفيما تمنى الرئيس سليمان «أن يحمل العام المقبل مزيداً من الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي وللبنانيين الازدهار والأمان والاطمئنان»، ينتظر أن يتراجع السجال بين «حزب الكتائب اللبنانية» من جهة و «حزب الله» وحلفائه من جهة ثانية حول إعلان الرئيس السابق أمين الجميل نية الكتائب التقدم بمراجعة طعن أمام المجلس الدستوري بالبند السادس من البيان الوزاري للحكومة الجديدة الذي ينص على حق المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي وتحرير الأرض، إذ قال وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ الذي يمثل الكتائب في الحكومة إن المهلة القانونية لتقديم الطعن تنتهي اليوم (أمس) من دون أن تتمكن الكتائب من تأمين توقيع 10 نواب وفق ما ينص عليه القانون للتقدم بالطعن. وجاء إعلان الصايغ بعد أن تهكم الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله على قرار الكتائب الطعن ببند المقاومة في البيان الوزاري، إذ قال: «في تلك الليلة، عندما سمعنا أن الكتائب ستتقدم بطعن، كان نومنا مريحاً». ودعا نصرالله «النخب السياسية في البلاد الى هدنة تدوم عاماً واحداً وتريح البلد قليلاً، ولنعطِ الحكومة فرصة»، مؤكداً أن دعوته «ليست لأننا خائفون من أحد بل نحن لسنا ضعفاء ونحن اليوم بأحلى حالاتنا ولسنا خائفين من أحد ولسنا محتاجين أي أحد» وكان الوزير الصايغ قال: «الوقت ليس كافياً لتقديم الطعن بسبب إجازة الأعياد ولم تكن هناك الحماسة الكافية لدى النواب بسبب سفر بعضهم ومنهم غير مقتنع بالآلية، لكنه مقتنع بالمضمون وكل ذلك يشكل عقبات تحول دون ترجمة موقف الكتائب طعناً». وكان حزب الكتائب تحفّظ مع وزيري «القوات اللبنانية» ونوابهما ووزيرين آخرين عن البند السادس للبيان الوزاري بموازاة منحهم الحكومة الثقة. ودعا الصايغ الى أن «يناقش الموضوع الخلافي من دون رفع سقف الخطاب السياسي»، بعد أن هاجم نواب في «حزب الله» وحركة «أمل» إعلان الكتائب نية تقديم الطعن. وردّ الصايغ على كلام نصرالله بأن نومنا كان مريحاً بالقول: «نحن لن ننام ولا لحظة قبل أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها ونريد أن تدخل الدولة الى كل الأراضي». وأعلن الصايغ رداً على سؤال تأييد الكتائب زيارة الرئيس رفيق الحريري سورية «إلا أن المأخذ كان من حيث الشكل في تصوير أن العلاقات باتت سليمة بين سورية ولبنان فقط بعد لقاء له طابع شخصي بين زعيمين كبيرين». ولكن الصايغ عبر عن «الدعم المطلق للرئيس الحريري في زيارته، خصوصاً بعد التوضيحات والتطمينات التي أعطاها بعد عودته فيما يبقى الحكم بعد الترجمة العملية لمفاعيل هذه الزيارة». وكان السيد نصرالله اعتبر أن الطعن بسلاح المقاومة «لا يقدم ولا يؤخر»، متوجهاً الى الكتائب بالقول: «إنكم تعذبون أنفسكم فقط». ورأى نصرالله أن الصراع في لبنان «يعود الى أن هناك مجموعة نخب كانت توتر البلد حين تتوتر هي نفسها. وعندما تهتز مصالحها كانت تهز البلد». وأضاف: «النخب تتصارع والناس تسير مع هذه النخب نتيجة لارتباط المصالح الضيقة والعصبيات ونتيجة وجود هذه النخب في مواقع مؤثرة جداً».