أنجزت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في اليمن، إستراتيجية جديدة للتعدين بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية ولجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا». وقال رئيسها اسماعيل ناصر الجند في مقابلة مع «الحياة»، إن الإستراتيجية التي ستعرض على الحكومة لإقرارها تمثّل رؤية متكاملة لتطوير قطاع المعادن على المدى القصير والمتوسط والطويل، حيث تقوّم الواقع الاقتصادي لليمن وثروته والدراسات التي أعدّت، كما حدّدت العلاقة بين الجيولوجيا ومؤسسات الدولة. وأضاف أن الإستراتيجية لا تشمل فقط البحث والتنقيب، لكن تركّز أيضاً على تنمية قطاع المعادن ككل سواء في الجانب المؤسسي أو البنية التحتية أو التشريعية، وإنشاء موانئ للتصدير وتوفير وسائل نقل رخيصة وتطوير الثقافة العلمية والصناعية، ودراسة احتياجات مختلف القطاعات من المعادن بالتنسيق مع الجامعات ومراكز الأبحاث. وأشار إلى أن الهيئة تعمل على تنفيذ بعض المشاريع التي أقرّتها الحكومة مثل مشروع تنمية الجوف- مأرب- شبوة، من خلال مشروع السكة الحديد، مشيراً الى ان عام 2010 سيشهد افتتاح أول مصنع كبير للزجاج في منطقة نهم في محافظة صنعاء كلفته 100 مليون دولار ويتبع لمؤسسة «ضاعن للصناعة والاستثمار» اليمنية ويموّله صندوق أبو ظبي للتنمية وشركاء. وأوضح أن اليمن سيكتفي ذاتياً من مادة الإسمنت وربما يبدأ بالتصدير عام 2010 مع افتتاح مصنع «الشركة العربية اليمنية للإسمنت المحدودة» في محافظة لحج والذي تصل كلفته إلى 260 مليون دولار. وأكد الجند أن اليمن يملك كميات كبيرة من خامات صناعة الجبس والملح الصخري، ومخزوناً كبيراً من أحجار البناء والزينة والمعادن الفلزية والتي تحتاج وقتاً طويلاً للتنقيب والبحث وتنطوي على أخطار كثيرة. وأشار إلى توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التجارة والصناعة المصرية للاستفادة من التجربة المصرية في مجال صناعة أحجار البناء والزينة بخاصة في منطقة «شق الثعبان». ولفت الى «توقيع مذكّرة تفاهم قريباً مع كوريا الجنوبية لإنشاء مركز الجيولوجيا البحرية في عدن والذي سيختصّ في البحث عن الثروات المعدنية في البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر مثلما هو حاصل على اليابسة». ونوّه المسؤول اليمني بنجاح اليمن في استقطاب شركات عالمية متخصّصة ومحترفة للعمل في قطاع التعدين، بلغ عددها 14، منها شركات كندية في حجة وعمران وتحالف استثمارات خليجية للتنقيب عن الذهب في حضرموت، وشركة هندية في مجال المعادن الصناعية، وبلجيكية في المهرة، مع التركيز على المعادن الفلزية. وأعلن أن اليمن يستعد لحفر أول بئر للطاقة الجيوحرارية لتوليد 50 ميغاوات كهرباء كمرحلة أولى في ذمار بحلول أيار (مايو) المقبل في إطار التعاون مع مشروع الأممالمتحدة للطاقة النظيفة في ألمانيا وإيطاليا.