قالت مؤسسة «الضمير» لحقوق الإنسان في قطاع غزة إن استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة تحتوي على مواد سامة ومشعة خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة اسفرت عن خطر صحي وبيئي أدى الى ارتفاع عدد المواليد المشوهة ومعدلات الإجهاض المبكر والأمراض السرطانية. وأضافت «الضمير» في تقرير أصدرته اخيراً تضمن ابرز الآثار الصحية والبيئية الخطيرة الناجمة عن استخدام قوات الاحتلال أسلحة تحتوي على مواد سامة ومشعة خلال عدوانها الأخير غير المسبوق على قطاع غزة، أن «الأوضاع الصحية والبيئية في قطاع غزة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم نتيجة هذا العدوان ومواصلة إغلاق معابر وحدود القطاع للعام الثالث على التوالي». وأوضحت «الضمير» أن هناك ظواهر خطيرة وغير طبيعية برزت في قطاع غزة بعد عام من العدوان على القطاع «مثل ارتفاع عدد المواليد المشوهة ومعدلات الإجهاض المبكر ونسب الإصابة بالأمراض السرطانية، الأمر الذي يزيد أوضاع حقوق الإنسان تدهوراً». وشددت على «وجود أبعاد وتداعيات بيئية وصحية آنية ومستقبلية خطيرة وراء استخدام الجيش الحربي الإسرائيلي هذه المواد السامة، اذ انه بسبب تلك الآثار ما زالت صحة مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع معرضة للتأثر بها في أي لحظة، إضافة الى تلوث جميع مكونات البيئة الأساسية من مياه وتربة وهواء، والتي تعاني من تدهور خطير أصلاً، بسبب بقاء هذه المواد في تربة وهواء القطاع واستنشاق المواطنين لها يومياً واحتمال دخولها أجسامهم في أي لحظة من طريق السلسلة الغذائية بعد تناولهم المزروعات التي يمكن أن تكون تلوثت بتلك المواد، الأمر الذي ينتهك أهم الحقوق الإنسانية للمواطنين وهي الحق في الحياة، والحق في الصحة، وحق العيش في بيئة صحية ونظيفة». وبينت النتائج التي توصل اليها الباحثون في «الضمير» أن «عدد المواليد الأطفال المصابين بتشوهات خلقية خلال أشهر آب (اغسطس) وأيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر) من العام 2008 في قطاع غزة أي قبل العدوان (الاسرائيلي) بلغت 27 حالة فقط، فيما بلغت خلال الفترة نفسها من العام الحالي، أي بعد العدوان، 47 حالة، ما يعني ارتفاع عدد الحالات أكثر من الضعف». كما أظهرت أن «50 في المئة من التشوهات تتركز في الجهاز العصبي والتصاق في الأعضاء». وأشارت الى أن «مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا كانت الأكثر عدداً في حالات التشوه»، وهي المناطق التي شهدت أكثر الاعتداءات الإسرائيلية خلال الحرب. وقالت إن من نتائج الحرب أن «القطاع بدأ يحصد نتائج خطيرة تتمثل في بروز ظواهر خطيرة مثل زيادة أعداد المواليد المشوهة، وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن، وارتفاع حالات الإجهاض المبكر بين السيدات الحوامل، وتسجيل حالات مرضية جديدة تعاني من أزمات تنفسية حادة، وتفاقم الوضع الصحي للمرضى بأمراض الجهاز التنفسي والعصبي والتأثير على الخصوبة لدى الرجال، إلى جانب الضرر الواقع على البيئة الفلسطينية ومكوناتها الأساسية التربة والمياه والهواء الجوي». وجددت «الضمير» استنكارها مواصلة إغلاق اسرائيل القطاع ومحاصرته، ومنعها إدخال المواد الأساسية للحاجات الإنسانية مثل المحروقات والمستلزمات الطبية والفرق الطبية الضرورية لمواجهة الوضع الصحي المتدهور. واستغربت صمت المجتمع الدولي عن الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة. وطالبت المؤسسة وزارتي الصحة في غزة ورام الله «بتغليب المصلحة العامة والبعد عن التجاذبات السياسية، وتأدية واجباتهما تجاه المواطنيين، وحمايتهم من المكرهة الصحية القائمة، والمباشرة الفورية بما يتوافر للجهتين من إمكانات حالية بفحص المواطنين الذين كانوا في مناطق القصف الإسرائيلي أثناء العدوان لمعاينة أوضاعهم الصحية تفادياً لأي عواقب مستقبلية تنذر بخطر على صحتهم». كما طالبت الوزارتين «بالعمل على إيجاد آلية لعلاج هؤلاء الأطفال الضحايا (المشوهين) خارج القطاع نظراً الى عدم توفر العلاج المطلوب لهم».