أكد وكيل وزارة الخارجية الروماني دورو كوستا أن بلاده تنظر إلى الزيارة المتوقعة لمساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان، خلال الشهر المقبل، على أنها ذات أهمية كبرى «نسعى من خلالها إلى تطوير وتعزيز العلاقات بين السعودية ورومانيا في المجالات المختلفة». وقال كوستا في حديث إلى «الحياة» قبل مغادرته الرياض، إن هناك دعوة مفتوحة وجّهتها رومانيا إلى الأمير خالد قبل أشهر وكان مقرراً أن تتم الشهر الماضي، إلا أنها أرجئت بسبب ظروف الانتخابات الرئاسية التي كانت في بلاده، وتوقع أن تتم الشهر المقبل. وأضاف: «إننا في رومانيا نرحب بزيارة الأمير خالد التي ستعزز العلاقات، وسنبحث إمكان إيجاد بنود للاتفاق العسكري مع الرياض». وتابع: «لدينا ملحق عسكري في السفارة الرومانية في الرياض، وهذا يدل على رغبتنا الجادة في توسيع التعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين»، لافتاً إلى أن هناك حوارات بينهما في المجالات المتخصصة من حيث إمكان تدريب القوات في الظروف الخاصة لدى الجانبين، «وأقصد أن تدريب القوات الرومانية في السعودية يهمنا كبيئة صحراوية، وكذلك الحال بالنسبة إلى القوات السعودية، لأننا موجودون في العراق وأفغانستان، وأيضاً هناك إمكان للتعاون في المجال العسكري». وعن أوضاع الجالية المسلمة في بوخارست، قال: «من المعلوم أن هناك جانباً تاريخياً للجالية الإسلامية في رومانيا، إذ يوجد عدد لا بأس به من المسلمين وقد تعايشوا مع الشعب غير المسلم منذ قديم الزمان وليس هذا وليد اللحظة. وفي الجانب الآخر، فمنذ نحو 20 إلى 30 عاماً نشأت ظاهرة أخرى، أي الجالية الحديثة من المسلمين من دول الشرق الأوسط، نتيجة وجود عدد كبير من الطلاب، ولدينا في وزارة الصحة طبيب على مستوى وكيل وزارة وهو عربي الأصل ومسلم ويتمتع بمحبة عالية من الشعب، ورومانيا تتميز بوجود تقاليد للحوار والتعايش الإنساني، وهناك بيئة للطوائف وتعيش في شكل مسالم ولم يكن هناك في تاريخ رومانيا أي نزاع ديني أبداً». وعن موقف رومانيا من منع بناء المآذن كما تم في سويسرا، قال: «نحن في العادة لا نعلّق على قرارات دول أخرى خصوصاً إذا كانت في الشأن الداخلي، وبالنسبة إلى حرية الممارسات الدينية هناك نص دستوري واضح، وهناك جمعيات وهيئات في المجتمع المدني، وهم يتحركون حيال ذلك، وهناك مساجد وجوامع في رومانيا لا تعترضها أي مشكلات من هذا القبيل». وعن الأحداث الحاصلة على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن ودخول عناصر متسللة الى الأراضي السعودية، قال: «هو أمر من دون شك مثير للقلق للجميع، ولكن نرفض رفضاً تاماً اختراق أي سيادة لأي دولة مهما كانت». وعن الملف النووي الإيراني وخطورة وجود السلاح في المنطقة، قال: «إيران من الدول العتيقة في المنطقة ولها حضارة وشخصية، ونتوقع أن تتصرف بالمسؤولية المناسبة لهذه المكانة، وموقفنا من الملف النووي أنه لا بد لطهران من أن تحترم كل الالتزامات، فالسلاح النووي ليس حلاً».