قال عمال إنقاذ وشهود، إن ما لا يقل عن 40 مدنياً يمنياً قُتلوا أمس الأربعاء، عندما أطلق مقاتلون حوثيون قذائف على قاربهم أثناء محاولتهم الفرار من القتال العنيف الدائر في مدينة عدن. وقالوا إن الضحايا بين حوالى 50 شخصاً، كانوا على القارب الذي انطلق من حي التواهي في عدن متوجهاً صوب مناطق أكثر أماناً في البريقة إلى الغرب. في غضون ذلك، أعلن مسؤول في الجيش اليمني مقتل قائد القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، في ثلاث محافظات جنوبية الأربعاء، بعدما أصيب برصاص قناص في مدينة عدن. وقال المصدر إن اللواء الركن علي ناصر هادي (لا تربطه علاقة قرابة بالرئيس)، قُتل بينما كان ينظّم صفوف «المقاومة الشعبية» المناهضة للحوثيين في حي التواهي بوسط عدن، الذي يتعرض لهجوم من الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكان هذا الضابط الكبير عُين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تضمّ محافظاتعدن ولحج وأبين، من جانب الرئيس هادي بعد لجوئه الى الرياض في آذار (مارس) الماضي، مع بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين. وقُتل سبعة من المقاتلين الموالين لهادي، وأصيب 95 بجروح في المعارك التي دارت خلال الساعات ال24 الأخيرة في عدن، وفق ما أفاد المسؤول الطبّي الخضر لصور. وأفادت مصادر عسكرية بأن المعارك والغارات أسفرت عن مقتل 17 شخصاً في معسكر الحوثيين وحلفائهم، إضافة الى مقتل خمسة مقاتلين إضافيين في محافظة الضالع الجنوبية شمال عدن. وذكر شهود أن العديد من سكان عدن يحاولون الهرب من القتال، ويستخدمون زوارق صغيرة للهروب عبر البحر. في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن مصادر في حركة الحوثي، أن طائرات التحالف قصفت محافظتين يمنيتين قرب الحدود السعودية الليلة قبل الماضية وقتلت 43 شخصاً، فيما حذرت 22 وكالة إغاثة من أن جهودها لمواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن قد تتوقف بسبب نقص الوقود. وقال بيان لمنتدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية في اليمن، إن الصراع أعاق الواردات في اليمن الذي أصبح نحو 20 مليون شخص فيه، أي 80 في المئة من سكانه، جوعى أو يعانون من «انعدام الأمن الغذائي». وأصاب نقص الوقود في اليمن المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل خلال الأسابيع الأخيرة، وقال برنامج الأغذية العالمي إن احتياجاته الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر. وقال إدوارد سانتياغو المدير الإقليمي لهيئة إنقاذ الطفولة في اليمن، في البيان: «ملايين الأرواح في خطر، يخاصة الأطفال، وقريباً لن نتمكّن من الاستجابة». ودعا البيان إلى وقف دائم للقتال وليس هدنة موقتة. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أمس، بأن تسعة أشخاص آخرين قتلوا و18 أصيبوا في غارات جوية على أكاديمية للشرطة في محافظة ذمار الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء. وفي الرياض، قال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف، إن قذائف مورتر وصواريخ كاتيوشا أطلقها المقاتلون الحوثيون الثلثاء، من اليمن سقطت في بلدة نجران السعودية. وأوضح أن القذائف سقطت على مدرسة للفتيات ومستشفى في نجران التي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات من حدود اليمن، وهو ما دفع السلطات الى إغلاق كل المدارس بالمنطقة. وذكرت وسائل إعلام سعودية أن سلطات الدفاع المدني في نجران قالت إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 37، في الهجمات التي أصابت مباني وسيارات، وأحدثت حفراً في الأرصفة. وقال مسؤولون محليون وسكان إن طائرات التحالف ردت أثناء الليل، بأكثر من 30 غارة جوية على محافظتي صعدة وحجة الواقعتين شمال غربي اليمن، قرب الحدود مع السعودية. وصعدة معقل لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. وقالت مصادر حوثية إن 43 مدنياً قتلوا وأصيب مئة آخرون على الأقل، في الغارات التي استمرت حتى فجر الأربعاء. ولم يتسنّ التحقق من الرقم من مصدر مستقل. ويسيطر المقاتلون الحوثيون المتحالفون مع إيران وتدعمهم قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على أجزاء مهمة من اليمن ومنها صنعاء. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي أمس، عن الزعيم الأعلى في إيران علي خامنئي، قوله: «لا يحتاج اليمنيون الى أسلحتنا. إن تصرفات السعودية في اليمن لا يمكن تبريرها.. والأميركيون يساعدونهم.. أردنا إرسال الدواء لهم (لليمنيين) فحسب».