يعاني سكان قرية فراع بجالة التي تقع شرق محافظة الليث بنحو تسعة كيلومترات من وعورة الطريق المؤدي إليها مباشرة. ويستغرق قطع مسافة لا تتجاوز عشرة كيلومترات نحو ساعتين، بسبب كثرة المنعطفات الخطيرة، التي قد تودي بحياة الأهالي والزائرين، فإما السقوط إلى أسفل الوادي أو الاصطدام بالجبل وهو أقلهما ضرراً. وتفتقد القرية خدمات الكهرباء والماء والهاتف، فلا يشاهد الزائر سوى أضواء الفوانيس في ظلمة الليل. ويؤكد محمد البجالي: «نضطر للمشي على الأقدام لمدة ساعة ونصف الساعة حتى نصل إلى أقرب شبكة اتصال»، موضحاً أن كل الظروف المحيطة بهم تعيقهم في إنقاذ الحالات الطارئة. وأدى عدم وجود مستشفى في القرية إلى اعتماد الأهالي على أنفسهم، حتى في توليد النساء، وتؤكد أم سامي البجالي ان توليد النساء في العادة يكون بالطرق البدائية في البيوت عن طريق عجائز القرية. وفي ظل هذه الظروف وعدم وجود الأدوية يلجأ السكان إلى الأعشاب للتداوي بها، فمرض الكبد الوبائي يكافحه المرضى بعشبة تدعى «التعيم»، ولعلاج الأطفال يلجأون إلى شجرة «السنا»، كما يعالجون التهابات اللثة بشجرة تسمى «الصاف»، أما لدغات الأفاعي فيتم علاجها بربط مكان اللدغة والتعريج عليها بالسكين بأشلاء صغيرة يعمد خلالها إلى نزول الدم والسم في آن واحد. وتعتبر المياه الراكدة المصدر الأول للسكان، على رغم ما يشوبها من أوساخ وروائح، خصوصاً في ظل عدم وجود آبار ارتوازية. وتعيش معظم الأسر وضعاً مادياً سيئاً، إذ يعتمد الأهالي على الحطب من الأشجار وبيعه، إلا أن قرار منع بيع الحطب زادت الأوضاع سوءاً. ويقول عبدالله، وهو أحد أبناء القرية وتخرج في الثانوية العامة قبل ثلاث سنوات: «لم أجد وظيفة فعملت حطاباً، لافتاً إلى أن مخصصات الضمان الاجتماعي لا تكاد تغطي تكاليف الحياة، خصوصاً لأسرة تتجاوز تسعة أشخاص. ويتفق الأهالي أن انعدام الخدمات وعدم تواصل القرية مع العالم الخارجي، سواء بالطرق أم الاتصالات أسهم في استمرار هذا الوضع المزري للأهالي، مؤكدين على ضرورة توفير تلك الخدمات.